ظلامٌ دامس في مدينة النور، وصوت قطرات دمع تظهر من منزل تتجّه إليه الذئاب بخطوات ملؤها الحِقد ترتفع ذرّات الغُبار من تحت أقدامهم لتُغطّي نور القمر، يبحثون عن جريمة جديدة، يرغبون بنهش أجسام كلّ من في المنزل الصغير، فصوت الدمع المُتساقط مُزعج!، مليء بالمظلومية هذا الدمع ومُرعب للطُغاة، ذئاب تلَبّست بثوب البشرية، تبحث عن فريسة جديدة.
دارُ النور مُظلمة، حزينة .. مُتألمّة بفقد عظيمها وزعيمها الأكرم، وشهوة القَتل استعرت في قطيع الذئاب الذي يقترب من الدار، وعطشٌ عظيم يُصيب الجميع، فالدماء لم تُسفك منذ ليلتين، والرغبة كبيرة بإسالة بعض الدماء، ورسم لوحة اغتيال خلف الباب الخشبي، اختبأت العقول في مكانٍ بعيد، تبحث عن الخلاص من الجريمة القادمة، يتحرّك القطيع ببطء شديد، ويتهامسون بكلمات لم تعهدها مدينة النور، كلمات مُلِأت بالجريمة، ولم تكن هُناك أفكار إنسية أبداً، ومشاعل النيران بأيديهم، يُلوَّح بها، رغبة بثأر!، وطَرق الباب أحدهم، .. لم يأته الجواب الذي يبحث عنه، فبدأ السُعّار يتطاير من عينيه، ..
قيل له: كلّ النور في هذا المنزل، إهدأ!.
قال: وإن؟!
وانطلق يرَفس الباب بقدميه بقوّة، والنور يعتصر ألماً/شوقاً – للقاء عظيم المدينة الذي رحل – .. دفع الباب مُجدداً راغباً بالدخول للفتك بكلّ أشكال النور، إلا أنّ الأمْ العظيمة دافعت بكلّ ما أوتيت من قوّة، فأخذ بعصرها بكلّ وحشيّته، رغبةً بإطفاء النور، مرّة واحدة ومرّة أخيرة!، وعندما استمع إلى أنين وشاهد مسيل الدماء من خلف الباب، بدأت سعادته بالظهور علناً، فبدأ بالصراخ ..
”أخرجوا الفارس البطل“
كلّ الحكاية، هُنا، فبعد أن غُرس المسمار في ضلع النور، وأُسقط الجنين الغالي، بدأ الجنون يستعر في قلوب الواقفين، لم ينتصر الظلام في هذه المعركة!، هُم يريدون الدخول إلى داخل الدار، ابتعد الوحش، ولوّح بالنار المُتّقدة في السماء، ورماها اتجاه الباب، وأحرق الدار!.
بعد لحظات، كانت تجرّ الخُطى، تبحث عن ”الفارس البطل“، شاهدها قطيع الذئاب المظلم، فأرسلوا خادمهم الضبع، ليضربها على وجهها لترجع!، فلم ترجع. ودون سابقِ إنذار رفع السوط ليُفرقع فوق جسمها ويترك العلامة السوداء في عضدها!. هيَ رفعت رأسها إلى السماء وعينها المُسوَدّة بفعل الضرب .. تنظر إلى ما لا عينٌ رأت!، وتمتَمت ببعض الكلمات، فشاهدَ المُجرمون الحيطان ترتفع، كادت أن تقتلع الأرض بقوّة النور، إلا أنّها هدأت، بكلمة حنان من البطل الخالد!، وأطلقت النداء الذي يرتَدّ صداه إلى اليوم ..
” اعلموا أنّي … “