أحياناً أتساءل لماذا نقرأ المزيد من الآيات القرآنية في شهر رمضان المبارك؟ لماذا ندخل في جدول يومي دون أن نشعر!، حتّى في أصعب الظروف، في شهر رمضان نكون قسّمنا الأوقات بشكلٍ ما، في محاولة لاستثمار كلّ لحظة من لحظات هذا الشهر الكريم، أعرف بعض الأصدقاء يقومون بعمل جدول فعلي مكتوب لخطّتهم الخاصّة بهذا الشهر، ويقومون بملء الوقت بأشكال وأنواع من التثقيف الشخصي، من القراءة الحُرة، والقراءة التخصصية والكتابة والاستماع لمحاضرات أو مشاهدة التلفاز واللعب و …الخ، ولكن لماذا فقط في هذا الشهر؟.
هل فعلاً نحن نبحث عن التغيّر في هذا الشهر؟ أم نحنُ نقوم بهذه الأعمال لإرضاء المُجتمع المُحيط بنا؟ لماذا نتوقّف فجأة بعد انقضاء شهر رمضان المبارك عن فعل كل ما هوَ جيّد كُنّا نقوم به؟.
الكثير من فرق كُرة القدم تقوم باستقطاع شهر يسبق الموسم الكُروي المستمر بعمل مُعسكَر مُكثّف لمعرفة نقاط قوّة ونقاط ضعف كل شخصية في الفريق، والعمل عليها بشكل مُركّز بالإضافة لتوسعة البرنامج الخاص بكل لاعب لتكون الخطّة ممتدة إلى كامل الموسم الكروي، وهذه الطريقة من الطُرق الفعّالة بزيادة فعالية كل شخص في المنظومة، أنصح بمُشاهدة هذه الحلقة من برنامج خواطر لأحمد الشقيري لفهم بعض أسرار التطوير الفعّال لأي خاصّية نمتلكها.
هذا الشهر هوَ شهر الاكتشاف، فنحن طوال العالم –في الغالب- نعيش بطريقة مُختلفة، نقوم ببعثرة الأوقات يميناً ويساراً، نهدي الأوقات لأمور ثانوية لا تُهم ولكننا نأتي في هذا الشهر لنُحاسب أنفسنا بشكل مُختلف، ونتعارك معها في ليالي القدر لنتمكن من إحياء هذه الليالي بما ينفعنا، عبر كلّ هذا الإعصار الذي يحصل لحياتنا، يُفترض أن نضع خطّتنا للقادم من الأيّام، في هذه الأيّام، لأننا لا نزال مشحونين بطاقة جبّارة، مُتأثرين بالكثير من العوامل التي تُساعدنا على الانجاز –غالباً-.
عندما نتساءل (لماذا لم نحقق شيء إلى الآن؟) نكون قد تقدّمنا خطوة إلى الأمام بشكلٍ ما، فهوَ السؤال الذي يثيرنا في بعض الأحيان، نتوقّف عنده كثيراً أفضل من أن نكون هامشيين في حياتنا، أحياناً تكون الإنجازات شخصية ولا تخص العالم المُحيط أبداً، وهذا أمر جيّد أيضاً، ولكن هُناك من ينغمس في عالمه المليء بالفراغ!، وهذا هوَ من يحتاج إلى هذا السؤال وبقوّة، كما أنّ (البيئة المُحيطة) هيَ الحاضنة الكُبرى لمواهبكم، فلا تهربوا من النقد الذي يحضر في حياتكم جرّاء وجودكم في محيط متخصص بعض الشيء، ابحثوا عن تجمّعات تهتم باهتماماتكم، غالباً ما تكون هذه البيئة مفيدة، تحتفل بنجاحاتكم، وتُلهمكم في اللحظات المُظلمة، هيَ غالباً المُحطّم الأكبر لفترات توقّفكم عن أداء المَهام التي وعدتم أنفسكم بها.
لأنكم تستحقون الأفضل، ابحثوا عنه باستمرار، …