و الصلاة و السلام على اشرف الأنبياء و المرسلين أبي الزهراء محمد و على آله الطيبين الطاهرين و اللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين ..بعد أن شاهدت مقتطفات من إفتتاح أولمبياد بكين 2008 .. التي فعلاً أبهرتني تلك التقنية الكبيرة و تلك الأفكار الرائعة الجديدة التي ظهرت في مجال الإحتفالات و إبراز التاريخ و غيرها من الأهداف البعيدة المدى كالأهداف السياسية و الأهداف الإقتصادية و تنمية السياحة .. هنا لنقف قليلاً نتأمل إهتمام الدول بالأحداث و بالتاريخ الخاص ببلدهم .. فهنا في إفتتاح أولمبياد بكين شاهدنا محاولات حثيثة من الصين لتخفيض نسبة التلوث و محاولة حل مشاكلهم مع إقليم التبت فأصبحت الألعاب الأولمبية .. حدثاً مهماً لكل دولة ، فالعالم الآن ينظر .. هذه هي النقطة المهمة .. [ العالم يشاهد ] .
الآن لنتكلم قليلاً عن التاريخ .. نقطة لفتت إنتباهي كثيراً في هذا الإفتتاح .. الصين صنعت التاريخ و لم تعتمد فقط و فقط على التاريخ و أصبحت تتغنى بالتاريخ و تقول نحن و نحن و كنّا و كنّا .. فهم لهم الحق بالفخر .. فإمبراطوريتهم جبّارة في سابق العصور ، أمّا الآن هم يصنعون تاريخاً للأجيال القادمة و العصور القادمة .. و هم حقاً فخورين بالعمل الذي صنعوه في سنوات من التحضير الدؤوب و العقول المنفتحة لدرجة إنهم صنعوا و شيدوا ملعباً على شكل ( فقاقيع الصابون ) .. هنا عندما تكون الحرية متاحة .. تكون الإبداعات منطلقة في كل زاوية من زوايا المهرجان العملاق الذي يستمر إلى شهر تقريباً .. بين جميع الألعاب .
في عالمنا العربي .. التاريخ هو ( شرك ) و ( بدعة ) في الدين ! فيجب أن تهدم قبور البقيع و بيوت أهل البيت عليهم السلام و تساوى بالأرض و ذلك لأنها تاريخ لا يرغب به مجموعة من البشر الذين يعيشون معنا في نفس هذا الكوكب ! ، و محل ولادة الرسول الأكرم ( ص ) أصبح الآن مكتبة عامة في الدولة تلك ! .. ولو كان بيدهم لأزالوا الكعبة لمسح محل ولادة الإمام علي عليه السلام .. ! أصبحنا الوحيدين في العالم و كأننا ( شعب الله المختار ) لا نحب التاريخ فقط ما نريده هو الكتب و المخطوطات أما الأثريات كالبيوت و المحطات التاريخية فهي محرمة لأنها ترجعنا إلى الماضي الأليم في تاريخنا الإسلامي الذي تم بعثرته من قبل البعض للأسف و هذا جعل منّا نتفرد بفكرنا عن جميع الكائنات ! فحتى النحل يحتفظ بأكواخه الظريفه .. أما نحن فندمر كل ما هو قديم لبناء الجديد .. حتّى في الفكر ! نحن ننسف ما لدينا و نحاول أن نبني مجدداً فكر جديد ! ، أعتقد بالإمكان أن نكون مستقبلاً ( أشياء ) شريطة أن نبني الآن ( بنية تحتية ) مميزة ..
أحببت أن أنسخ لكم مقطعاً من جريدة الرأي الكويتية ، تأملوه جيداً لتفهموا مغزى كلامي بشكل أكبر و أوسع ..
وتسعى الصين الى ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد، فهي تريد بالدرجة الاولى تنظيم العاب فريدة من نوعها تبقى راسخة في اذهان العالم طويلا، كما انها تسعى الى انتزاع صدارة الترتيب العام من الولايات المتحدة التي سيطرت على المركز الاول في النسخات الثلاث الاخيرة في اتلانتا عام 1996 وسيدني عام 2000 واثينا 2004 وذلك بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مطلع التسعينات.
واحتلت الصين المركز الثاني خلف الولايات المتحدة على لائحة الترتيب النهائي في اولمبياد اثينا 2004 بحصدها 32 ميدالية ذهبية مقابل 36 للولايات المتحدة، لكنها هذه المرة تشارك باكبر وفد لها على الاطلاق في تاريخ الالعاب اذ سيتجاوز عدد الرياضيين الصينيين الـ 600 من الجنسين.
واعترف المسؤولون الرياضيون الاميركيون بامكانية خسارتهم صدارة الترتيب العام لمصلحة الصين وهذا ما اكده رئيس اللجنة الاولمبية الاميركية بيتر اويبيروث بقوله: «اتوقع ان تصبح الصين القوة المسيطرة على الالعاب في السنوات المقبلة، ونحن لسنا معتادين على الخسارة، لكننا سنحاول التكيف مع الواقع الجديد وسنبذل قصارى جهدنا للبقاء في القمة».
ونجحت الصين في وضع خطة لتخريج الابطال من خلال اكتشاف المواهب في سن صغيرة ووضع البرنامج المناسب لها.
ويقول المدير التنفيذي للجنة الاولمبية الاميركية جيم شير: «ما قامت به الصين في السنوات الاخيرة مذهل، هذا البرنامج لم يوضع فقط من اجل تحقيق نتائج جيدة في الالعاب الحالية بل سيستمر لسنوات طويلة».
واضاف «بيد اننا نعتقد بان المنافسة مفيدة بالنسبة الينا لانها تدفعنا لبذل المزيد من الجهود للمحافظة على الصدارة».
من هنا شعرت بأننا حقاً نتأخ كثيراً في بناء المستقبل و فقط نفكر في كيفية بناء الحاضر .. لنكن متطورين أكثر و أكثر و نفكر في مستقبلنا منذ هذه اللحظات لكي نسعى بشكل أكبر و نخطط و نرسم و نبتكر الأفكار لنصل إلى مستقبل رائع و مبهر .. مع أمنياتي بالتوفيق لجميع العالم في تطوير ذاته ( شخصيات ، حكومات ، مؤسسات ، تجمعات ، أحزاب ، أفكار ) .