الصداقة والأصدقاء

أكثروا .. (2)

 

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي الزهراء محمّد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

” أكثروا من الأصدقاء، فإنهم ينفعون في الدنيا والآخرة، أمّا الدنيا فحوائج يقومون بها، وأمّا الآخرة فأهل جهنّم قالوا: {فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ، وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ}” قالها مولاي الصادق عليه السلام، حقيقةً الصداقة ليست قضيّة عادية أو بسيطة، فهي قضية ضرورية ومن ضرورات الحياة، وتحدد مصيرك في المستقبل إذا ما أخطأت الإختيارات، أو لم تصلّح هذه الإختيارات، فهي قد تقودك إلى الجنّة أو النار، فالتأثير الذي يحدث خطير جداً، فهوَ يحدث بتدرّج وببطء شديد، كمن يقلي ضفدعاً حياً، لن تلاحظ هذا التغيير الذي يحصل لحياتك بسهولة بل ستكتشف بعد مدّة طويلة ماذا صنع هذا الصديق بحياتك، وكيف أضاف وماذا سرق منك!.

يقول الحكيم لقمان لابنه ” يا بني صاحب العلماء واقرب منهم، وجالسهم وزرهم في بيوتهم، فلعلك تشبههم، فتكون معهم، واجلس مع صلحائهم، فربما أصابهم الله برحمة فتدخل فيها فيصيبك وإن كنت صالحاً فأبعد من الأشرار والسفهاء، فربما أصابهم الله بعذاب فيصيبك معهم” تماماً كالمرض الذي لا يصاحبه ألم، فهو يكون غالباً خطير جداً، فاكتشافه يكون بعد فوات الأوان، وهنا مكمن الخطورة، فأحياناً لا يشعر الصديق بأنّ انحرافه بسبب صديق هوَ أكثر خطورة من أيّ شيء آخر موجود في حياته!.

الصداقة، قضيّتها قضية اختيار، فلا يوجد صدفة للصداقات، فلم أسمع في يوم عن شخصين صديقين جمعتهم الصدفة ليكونوا أصدقاء، بل غالباً ما تتوفّر أرضية لتكون هناك علاقة بينهما، وهذه الأرضية قد تكون جيّدة أو سيئة، ولكنّها تتوفّر وتتشكّل على حسب الأوضاع التي يكون بها الشخص، يقول حبيب الله محمّد –صلى الله عليه وآله- ” المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل ”  وعليك في رحلتك في هذه الدنيا التساؤل الدائم (من هوَ صديقي؟) فلا تترك للأرض اختيار الأصدقاء فقد تختار لك شيئاً سيئاً وذلك لسوء تقديرها لك.

{حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} هكذا يتمنّى بعض الأصدقاء بعد فتوات الأوان، ولكن ليسَ معنى هذا الأمر أن لا يصادق البشر، بل يعيشون حالة العزلة، أو أنّهم يصبحون مهووسين صداقات، فالإعتدال أمر جيّد وحَسَن، فيجب عليكَ أن تطبّق “كن مع الناس ولا تكن منهم”، فالمؤمن إذا وجد الأصدقاء المؤمنين يجب عليه أن يصادقهم ويحافظ عليهم، ولنا في قول رسول الله –صلى الله عليه وآله- أسوة “إن المؤمن يسكن إلى أخيه كما يسكن الظمآن إلى الماء البارد”، والإنسان يبقى واحداً، ولكنّ أمير المؤمنين يصف المؤمن بالكثير في حالة وجود الإخوان “المرء كثير بإخوانه” فغالباً ما نسمع كلمة (جماعة فلان).

قد يتساءل البعض: أليست كثرة الإخوان ضارّة؟، أقول نعم إذا أسأت اختيارهم فهي حتماً ضارّة وإذا ما اخترت بشكل سليم فهي رائعة، أمّا (قرناء السوء) فهم شيء آخر يجب أن تكون العزلة ضدّهم صارمة وقويّة للحفاظ على الشخصية التي يحملها الإنسان، ولكنْ العزلة لا تكون بالهرب منهم إلا إذا كانت الأحوال سيئة كما أحوال [ أهل الكهف ] وإلا فلنكن كما كان أبو ذر الغفاري، يتحدّث للجميع ويبحث عن الإصلاح في جسد الأمّة.

[ قصّة ]

لازلت أذكر أيّام كنّا في مؤسسة الرضوان الشبابية، وهي مؤسسة رائعة جداً بشبابها الكرام، وبحماسهم الكبير، والصداقات التي اكتسبتها من هذه المؤسسة كثيرة لا تعد ولا تحصى، ولكن للأسف كان هناك بعض من عاش فيها ممن ينطبق عليه قول الإمام علي عليه السلام “من خشنت عريكته، أفقرت حاشيته” فلم يكن يقدّم تنازلاً واحداً ويرى طريقه صحيح جداً ولا يجب التنازل عنها وكأنّ آراءه وأفكاره هي فقط الصحيحة وأمّا البقية فهم كزبد البحر في آرائهم!.

[ التنازل ضرورة! ]

لست أنادي بالتنازل الكامل عن الحقوق والإحساس بالواجبات، ولكن تنازلات تكفل علاقة جيّدة وطويلة الأمد، والتنازل يعني أن تعرف حدودك وحدود أصدقائك وتحترم حدودك وتحترم حدودهم، وها هوَ عميد التربية وأستاذ اللغة مولاي علي بن أبي طالب عليه السلام يقول “فليس بأخ من ضيعت حقوقه”.

 

تساؤلات:

      1- هل تختر أصدقائك؟
      2- هل جميع الأصدقاء على قدر متساوٍ لتكوين علاقة جيّدة معهم؟
      3- ما هيَ أنواع الأصدقاء؟

أفكاري

الرضوان لأجل حبك كتبت

 

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و اللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام الدين
 
  من حق الحقيقة أن نحققها في حقنا (سيد هادي المدرسّي )
 مؤسسة الرضوان ، كم من الأيام عشت بينك و فيك و إليك إلا إنه هناك من يأبى أن يقدم أقل تضحية و أُطالب أن أضحى دوماً و أن أدفع ثمن بعض الأخطاء سواء كان خطأ مني أو خطأ من أحدٍ آخر يقوم به و يؤجج الأوضاع ، و كانت الأمور تصب دوماً في إنه هناك من يقدم التنازل لكي يسير العمل بشكل سليم .. فبعد الإنتخابات القديمة و التي إجتمع فيها رؤوس المؤسسة الشبابية التربوية ليقومون بإتفاقات غريبة عجيبة رغبة في عدم دخول الولد الغريب ، يصدم البعض بنتائج الإنتخابات ، و يقدمون تنازلات بسيطة لا كبيرة لكي تسير مركبة هذه المؤسسة في بحر المجتمع الكبير ، و لا عزاء لمن قدم هذه التضحية .. و تحدث صراعات كبيرة و يحط من قدر بعض الشباب و يغادر العمل بعض الشباب رغبة في الدراسة أو ( إستقالة ) و لا إستقالة ! ، و بعدها يدار العمل بطريقة سريعة لإنقاذ المخيم الذي لم و لم يكن بالإمكان إكماله لولا ما سموهم بـ 9+1 الذين بهذه الطريقة أعادوا الثقة ببعض الشباب و روح العمل المرحة و الجميلة التي شاهدناها في فترة المخيم و كانت فترة ذهبية في العمل و لشرح بعض من 9+1 هي مجموعة شباب لم نكن نراهم حاول البعض إعادتهم إلى صورة العمل و فقدوا الثقة من كثرة الوعود التي تطلق لهم و لم يحصلوا على شيء و قامت المجموعة بمحاولات لتطوير ذاتها كي لا تكون هي الحلقة الأضعف في سلسلة الحياة ، و كان الشباب معظمهم على قلب واحد و العمل سار بشكل جميل و لطيف رغم بعض الأخطاء التي نعترف بها ، و هذا ما يجعل العمل له طعم فكل ما كنا نجد خطأ نحاول أن نصححه بكامل طاقاتنا و هذه هي لذة العمل في هذا المجال ، و بعدها ننطلق إلى مرحلة الإنتخابات – يا رضوان – هنا كانت نقطة تاريخية و مفارقة كبيرة في المؤسسة الشبابية التي رفض الكثير من الدخول في مجلس إدارتها في ذاك الوقت لأنها كما يقول البعض مرت في فترة سيئة ! رغم إني أراها فترة جيدة جداً و لكن هناك من يحب أن يشاهد العمل من منظور سلبي جداً .. و في النهاية دخل في هذه الإنتخابات من كان يرغب في أن يعطي لمسة جديدة في العمل و روحه و خلق روح مرحة ، إلا إن المشاكل طوقت المجلس الجديد و تمكن هذا المجلس الجديد بكل ثقة بأن يكسر بعض الحواجز التي خلقت بينه و بين شريحة الشباب و رغم كل المحاولات إلا إننا كنا نرى الحاجز موجوداً .. لا أعلم هل هي نتاج حطام الماضي أم ماذا ؟! لتأتي أول مشكلة أمام الشباب و يبتكرون لها أكثر من 3 حلول و يتم إختيار أحد الحلول ، و لا يعجب هذا الحل الطرف الآخر ! و هذا أمر حزين جداً جداً ! لماذا ما يحصل .. شعللوا المنتدى و أحرقوه و طالبوا بالإقالة و طالبوا بالتعيين الكامل و و و و .. و كل هذا لأجل عين من ؟
 
هل أنا من قلت ( يا أسوي إلي براسي ولا ما أرتاح ) هل أنا من تعودت على جمع التواقيع لإقالة فلان و فلان و إقالة مجموعة !؟ هل أنا من طالبت في يوم من الأيام بإقالة مجلس كامل على غرار قرار واحد تم إتخاذه و لو قالوا لي هل القرار الذي في نهاية الأمر خرج عن طريق رأس واحد سأقول ( لا بل هو تصويت ) و كان القرار مفيد جداً و رائع لو شاهدوا نتائجة لبهروا و لكن الأمر الحزين هو عدم رضاهم عن قرار صدر من مجلس إدارة منتخب ، و المحزن في الأمر إنهم لم ينتظروا أحد في الموضوع بل أطلقوا الكلمات على عواهنها و تركوا الجميع يغلي و تركوا الأمر ليصل إلى خبر الإقالة من دون أن يجمعوا حتى 20 صوت لإقالة هذا المجلس الذي حقق بعض الإنجازات المميزة في نظري نظراً لـ 6 أشهر فقط من الإدارة مقابل سنوات طوال في إدارة المكان حقاً أمرهم عجيب جداً .. فتجربة واحدة و كانت ناجحة كل ما طلبناه هو 6 أشهر أخرى ندير هذا المكان بعقلياتنا مجتمعة و بطريقة مبتكرة إلا إنه لم يرغب البعض ، في أن يشاهد غيره ينجح ! فقاموا بإطلاق الكلمات و لا أحد يحاسب كما نحاسب ، فكلمة ( إي زين الحين تعال المسجد صير معانا ) لم نشاهد عليها عقاب أو حتى تأنيب جدي أمام الجميع كما حصل مع البعض ..
 
سأخبركم بأمر ليست هذه هي المرة الأولى التي يُأخذ مني أمر أحببته و أعطيته من طاقاتي
فالمرة الأولى كانت إعلامية المؤسسة و الإنتقال إلى إعلامية المخيم ( و أحد الشباب الكريم ) طالب بوجودي في الخدمات !
و أنا الشخص الـ ربادي الذي لا مزاج لديه لهذه الأمور أحمد ربي على وجود بعض الغياري و كنت في اللجنة الرياضية في ذاك المخيم
و من هذا الموضوع الذي لا تطاله يد الرقابة أعلن إستقالتي الغير قابلة للرد أو مناقشة من قبل المجلس الموقر الجديد ، من اللجنة الإعلامية ..
و الآن أنا لا أتحمل ما يكتب أو ما كتب منذ تاريخ 1-9-2007 بإسم اللجنة الإعلامية و شكراً للجميع
 
لا أعلم إلى أين يسير المركب في ظل وجود تلاطمات أمواج كبيرة و عملاقة ،
العدل ليس نظرية .. بل هو طريقة عمل و سيرة حياة ( سيد هادي المدرسّي )
يمبعود متى يعود مهدينا
نطرناه على الآه تدرينا