أفكاري

الإبداع والتفّاح

أحياناً يغزو الغرور خلايانا فنشعر أننا تمكنّا من الوصول إلى قمّة المجد الذي نبحث عنه، وفجأة تصفعنا الحياة وتُعلّمنا بأنّ الكمال لم يُكتب لنا، فنحن نُكثر من الأخطاء دون أن نلتفت إلى هذه الأخطاء، وغالباً في مرحلة ما بعد الشعور بالغرور تبدأ النفس بإدخالنا في متاهات الألم والحُزن، وللأسف لا نُحسن التصرّف مع هذا الحُزن النابع من النقد الذاتي واخماد فورة الغرور التي انفجرت في القلب، والبعض لا يُحسن التصرّف مع نقده الذاتي فيُدمّر ذاته، والآخر يترك الغرور يأكل ما تبقّى من عقله، ويُلهب قلبه ويختفي مع الزمن.

لو لاحظنا المبدعين جميعاً سنجد أنّهم إمّا وُلِدوا من رحم (مُعضلة) أو من ألم خالج أنفسهم، أو أنّهم مرّوا بتجربة فريدة من نوعها أهدتهم السلام الداخلي الذي يُحقق لهم قدرة على استنباط القضايا المبدعة في هذا العالم، ولديهم خصائص مُتشابهة كثيراً، فأغلبهم يمتلكون الرغبة في التعلّم الدائم في مختلف المجالات والاهتمامات، ويستثمرون وبشكل مُنتظم الفرص التي تمرّ وتكون هذه الفرص عظيمة للتعلّم والاستفادة والاستزادة، كما أنّهم جميعاً يُخصصون وقتاً للاكتشاف، سواء كان على المستوى الشخصي، أو على المستوى المُجتمعي.

هل تعلمون بأنّ شركة Apple مبدعة جداً في استقطاب المبدعين، فهُم يحاولون الاهتمام بكافّة التفاصيل وهذا ما جعل منهم نموذجاً للإبداع في شتّى المجالات، على سبيل المثال: مؤتمر أبل 2011، حقق أرقاماً قياسية في عدد الحضور وسرعة بيع التذاكر، لأنّ الشركة تمكنت من إيجاد نمط خاص بها، ووجه إبداعي قويّ، لو تلاحظون أغلب المواقع الالكترونية الخاصّة بالتقنية تحاول قبل انطلاق المؤتمر أن تكتشف بعض ابداعات الشركة، لكي يتمكنون من الحصول على أكبر قدر من الزوّار، قرأت الكثير عن هذه الشركة واكتشفت أنّها تعتمد على الابداع بشكل كبير، والكُتمان، فالأسرار تخرج برغبة منهم فقط، لا بطريقة غبيّة كما يعتقد البعض، إنّهم يسرّبون بعض الجمال للعالم ليتمكنّوا من تسويق مُنتجاتهم!، -تخيّلوا في يوم من الأيّام أسرّب لكم مقطعاً من روايتي القادمة-.

عندما كُنت مُصمماً مهووساً بالتصميم كُنت لا أتمكّن من النوم، لأنّ التصاميم والأفكار تدخل في رأسي فجأة، فإما أن أدوّنها أو أتجه إلى الكمبيوتر لتطبيقها مُباشرة لكي لا أفقد الفكرة التي تغلغلت في عقلي، تعلّمت في تلك الفترة أنّ الإبداع ليس عميلة وليدة اللحظة، وهيَ ليست هدية تُهديك إيّاها الأقدار، وإنمّا طريقة لو تمكنت من السيطرة عليها لتمكنت من اكتشاف وصنع الجمال في شتّى المجالات، إنّها عملية ليست بالسهلة ولا بالمُستحيلة، وإنما هيَ مُمكنة لمن يرغب بها، هي استثمار بعيد المدى، نصرف دقائقنا المحدودة اليوم لنجني في المستقبل عقلاً قادراً على حلّ المشكلات بطريقة ابداعية، وأٌقصد هُنا بالمشكلات أنّها العوائق التي تظهر لنا في كافّة حارات الحياة.

بعض المعوّقات:

  1. النوم: أعاني شخصياً في الفترة الماضية من هذا العائق، إن النوم سلطان كما يقول البعض، والحلول كثيرة، منها الإصرار على الاستيقاظ مُبكراً، فكما يقولون إنّ أهل الاستيقاظ المبكّر دوماً هُم الأكثر نشاطاً، وهذه بالنسبة لي حقيقة، فعندما كُنت أستيقظ باكراً كُنت أكثر نشاطاً، وحالياً أنا أعمل وفق جدول تُساعدني فيه زوجتي، عبر التدرّج الذي يُساعد على الثبات.
  2. المهام المُزدوجة: لا تساعد هذه المهام أبداً على استخراج الابداع، فلا في مواطن شاذّة، القاعدة تقول بأنّ التركيز يزيد من فرصة ايجاد حلول وابتكارات جميلة.
  3. مواعيد التسليم: أحياناً تكون ضاغطة وسيئة، عليكَ التعامل معها بشكل احترافي لتُحقق الهدف المنشود، فلا تجعل منك انساناً عجولاً بل لتجعل منك مبدعاً، وكُن خيميائياً -اختصر الطرق بطريقة مُحترفة-.
  4. المشاكل المالية: حاول التخطيط لها، فهي غالباً مُشكلة كبيرة، إذا ما لم تتمكن من إدارتها بشكل سليم، ومُعضلة لا تنتهي بل تكبر في بعض الأحيان، عليكَ بالتخطيط المبدع لسحق هذه المشاكل، وبعدها ستتمكّن من خلق مساحة مبدعة في عقلك.
  5. لا تخاف: أحياناً يكون الخوف وسيلة لإيجاد الحلول المبدعة، وأحياناً يكون وسيلة لجعلها تهرب من عقلك، فلا تخف بطريقة مجنونة وكأن الدنيا ستتوقّف، بل انظر ما هوَ أسوأ الأوضاع التي من الممكن أن تحصل معك؟ وستعرف كيف تتعامل مع الكثير من الأمور التي تخافها.

بعض التلميحات للحصول على تفكير ابداعي:

ما رأيك لو اخترت يوماً في الأسبوع أيّ أربعة أيّام في الشهر، أيّ 48 يوم في السنة، لتكتشف فيه شيء جديد لم تكن تعرفه، وتحاول تعلّمه.

جرّب قراءة أمر لا تُحبّه في أحد الأيّام، مثلاً الاقتصاد أو السياسة أو الدين أو الثقافة العامّة أو الروايات وغيرها من القراءات.

أحياناً الحلول المبدعة هيَ الحلول الأكثر بساطة!، حاول التفكير بعقل طفل!.

ابحث عن مصدر يُلهمك، ما رأيك بمشاركتنا على حسابي الخاص في تويتر (@HussainAlmatrok) يومياً في تمام الساعة التاسعة نطرح صورة ونحاول استلهام كلمات جميلة منها، شخصياً أحب استخدام إلهام الصور، أوليست الصورة بألف كلمة؟ كما أنني أحب قراءة الشعر والروايات والتاريخ، وكثير من الاستماع إلى المحاضرات والمراثي وخصوصاً تلك التي تُلقى على مسامعي باللغة العربية الجميلة.

اصمت وتأمل، ففي كثير من الأحيان عليك خلع رداء البدن، والهرب عبر الروح إلى خارج المُكعّب، ورؤيته من كافّة الزوايا.

– لعلّها الأهم، لتكُن روحيّتك عالية، اقرأ القرآن الكريم وتدبّر، وستجد الكثير.

أحياناً كثيرة، يكون الأكل مصدر إلهام بالنسبة لي، ما رأيُكم لو جربتم أكل التفّاح، وشيء من الـ KitKat.

 

شاركونا تجربتكم الإبداعية في مجالاتكم، فأغلبكم مرّ بتجربة إبداعية جميلة مُختلفة.

أفكاري, تقنيات الكتابة

كيف أكتب؟ – تطويع الأفكار

أحدّق طويلاً في هذا البياض، أبحث عن سؤال يثير زوبعة، تفرّ من شفتيّ -الزوبعة- لتعانق القلم، وتشنق بعض الحروف على جبين السطور الباهتة اللون، دوماً هذا القلم يُمزّقني نصفين في منتصف الطريق، نصف يعيش به، ونصفٌ آخر في جوفي!، فأكون أنا هوَ وهوَ أنا، نتحّد بشكلٍ من الأشكال، وتُسحق كلّ مفاهيم الاتصال بالعالم الخارجي، وأشعر بكل عزلة مُمكنة، تطوّق المكان كلّه لتحقق شيء من الجنون!.

:: تطوير الفكرة

نعم الأفكار كثيرة وتختلط في الكثير من الأحيان ولا نعرف كيف يمكننا أن نستعيد فكرة ما لنضعها في المقال الذي نكتبه حالياً، لهذا كان لا بُد أن أذكر لكم الدفتر الصغير لأنّك ما إن تضع الفكرة الرئيسة برأسك ستبدأ بالتفكير المُستمر حول هذه الفكرة، وستكون في حالة العصف الذهني المنشود، باستمرار وعقلك اللاواعي يرسل إشارات مُستمرّة عليك بالاستفادة منها، وتدوينها بسرعة للحصول على أكبر قدر من النتائج، فالأفكار تهرب باستمرار.

 أكتب ما تعرفه أو أكتب ما تريد أن تعرف!

عظيمة هذه الكلمة في الأعلى، ضعها أمامك وابدأ بالبحث، فأنت حقاً ستجد الكثير، على سبيل المثال: مجلس الأمّة الكويتي، الخطوط الجويّة الكويتية، العائلة، مباراة كرة قدم، لعبة بلايستيشن، وغيرها من الأشياء التي تكون في متناولنا، يمكننا تحويلها إلى مقال مُعيّن، يمكنكم رؤية مثال حقيقي هُنا لابتوبي راح واستفدت كثيراً من الحدث لتحويله لمقال حول الغضب.

:: تطويع الأفكار

الآن نحو الأمر الخطير الذي نبحث عنه في طيّات هذا المقال السرّي جداً وهي طريقة مُبتكرة لترتيب الأفكار وجعلها أكثر فائدة لنا في كتابة المقال هي أن نُرتّبها بشكل الأرقام، الأهم (1) الأقل أهميّة (3).

مثال حيّ، ..

لو أردنا كتابة مقال حول الثورات في العالم الآن، قد يكون لدينا العديد من النقاط منها:

       – الظلم السابق لسجين سياسي.
– قتل شخص بريء خلال المظاهرة.
– المُطالبة بتنحّي جميع المسؤولين.
– الوجبات الغذائية من أين تأتي؟
– من يدفع هذه الأموال؟
– من يحرّك هؤلاء الشبّان.

هذه الأمور هيَ أفكار، يمكننا ترتيبها حسب مواضيع أكبر، مثلاً ( الماضي، الحاضر، المستقبل ) ونطوّع الأفكار داخل هذه الأفكار الكبيرة التي ستشكّل صلب المقال، ومن هُنا نُقرر الهدف من هذا المقال الذي سنتجاوز فيه بعض الحدود بتحليلات على حسب معطيات حيّة في الميادين العالمية، وبعد ترتيب النقاط داخل الإطار الكبير نبدأ بالتقييم ولكي يكون المقال قوياً، علينا باستبعاد النقاط ذات الأقل أهمية، ومحاولة التطوير والبحث بشكل تخصصي أكبر لربط مجموعة النقاط مع بعضها البعض لتشكيل موضوع حقيقي.

:: الخطوات

     1- كتابة الفكرة الكبيرة.
     2- كتابة النقاط الداخلية.
     3- تحديد الأهمية.
     4- التطوير.
     5-  الكتابة.

:: بعض الخطط

خُطط أضعها لكم فكّروا فيها، وشاهدوا ماذا يمكنكم أن تكتبوا، صدّقوني الكثير من الأمور، فهُنا توجد خُطوات غريبة تُساعد على تجميع أكبر قدر من الأفكار.

     * المناسبات السنوية.
     * مواضيع طازجة.
     * قراءة الأفكار بطريقة جديدة.

               – القراءة خارج الصندوق!، تعني أن تقرأ الموضوع بشكل مُغاير، فلو افترضنا أنك تريد أن تكتب عن الجمال، فبإمكانك الكتابة عن الورد أو حتّى عن جمال لغة أديب، فالموضوع يتحدّث عن الجمال، ابحث عن شيء تراه جميلاً، مثلاً أنا أحب رؤية النوارس تحلّق فوق صدر البحر.

     * شاهد صُورة واستخرج منها معاني!.
     * إذهب إلى البحر، إذهب إلى المقبرة، شاهد بعين أخرى.
     * إقرأ لمن كتب في ذات الموضوع.
     * هل ما ستكتبه ينتمي إليك؟ ويعبّر عنك؟
     * مقالك، هي يستحق النشر، أم إنها خربشات غير مُناسبة!.

وهناك قائمة طويلة جداً، بإمكانكم كتاباتها لأنفسكم لتشجيع أنفسكم على القراءة والكتابة في آن واحد، أنصحكم بإعداد قائمة من الأسئلة والأمثلة التي تبحثون في أمر كتابتها، ورؤية ما يستحق الكتابة.

:: ضع الأفكار في علبة

نعم ضع الأفكار في أوراق، وضعهم في علبة واحدة، أي صفحة واحدة، وحاول أن تجد عن ما ينقصك، فعلى سبيل المثال إذا كُنت تحب أن تضيف حديث شريف فعليك بالبحث في كتب الحديث عنه أو في مواقع الحديث، وستجد ما تريد صدّقني، وإذا كُنت تريد وضع آية شريفة فعليك بكتب فهارس مواضيع القرآن الكريم وهي مُتوفرة بكثرة وجميلة جداً، ومُفيدة أيضاً، وابحث عن تجربة شخصية إذا كُنت تريد تضمينها، والكثير من هذه الأمور التي أنت بحاجتها، فقد تكون بحاجة إلى إحصائية ما، فابحث عنها وقد تجدها في مكان ما.

هل تعلمون عن ماذا أتحدّث هُنا، أتحدّث عن Check-List لتكون لديكم مقالة مُتكاملة إن شاء الله، جرّبوا ولن تخسروا شيء، إن الحياة عبارة عن تجارب مُفيدة، وأخبروني بالنتائج.

××

شكراً لكم جميعاً على الدعم الكبير الذي تقدّمونه، وأنتظر منكم المزيد والمزيد، وفعلاً أحب أن أشاهد نتائج ما أكتب، وتجاربكم فهي ستكون مفيدة بالنسبة لي شخصياً لإثراء محتوى ما أكتبه لكم.

أفكاري, تقنيات الكتابة

كيف أكتب؟

في كلّ مرّة يُطلب منّي أن أكتب أجدني أرسم بياضاً في خط الابتكار!، فلا أراني أضيف شيئاً جديداً سوى إعادة اكتشاف ذاتي، وألواني ترسم ذات اللوحة على كلّ جدار، وأحاول إعادة ترتيب أحلامي وشطب بعض الأمنيات، ولكنّي في كلّ مرّة يُطلب منّي أن أكتب أتمنّى الصعود إلى السماء!، أكتب هذه المرّة حديثاً مع النفس، سأحكي خوفاً وقلقاً وهاجساً وشيئاً من حُلم، أكتب لي أولاً ثم إليكم يا قرّاء حرفي، ورائحة الحريق تنبعث من عقلي!.

:: البداية

هل بإمكانك كتابة جملة؟، إذن أنت بإمكانك الكتابة بالشكل الذي تبحث عنه، ولكن مع قليل من الصبر، ففي بداية الأمر كما هي المهارات المُكتسبة تكون صعبة في البداية ومع الوقت تُصبح لذيذة وذات مذاق خاص في حياتك، ولأن الكثير من الكتّاب لم يولدوا ومعهم مهارة الكتابة فكان لزاماً عليهم تطويرها لأنّهم أحبوها، وصدّقوا بأنّها وسيلة للاتصال مع الأفكار، بل إنّ البعض طوّرها وشكّل المواقع الاجتماعية لتبادل الكتابات.

ليس الأمرُ مُجرّد حِبر وورقة، أو جهاز حاسب آلي ويحتوي على برنامج للكتابة، بل الأمر أكبر من ذلك، الأمر يتعدّى كونه حروف تُلصق ببعض لتخرج لنا كلمات غير مفهومة، الأمر المُهم في الكتابة هوَ الفكرة التي يتحدّث عنها الكاتب، فالأفكار هيَ السوق التي يبحث عنها القرّاء، الإبداع في المُفردات وتراكيبها يأتي لاحقاً صدّقوني، نقل المشاعر يأتي لاحقاً، في البداية هي الفكرة التي في بعض الأحيان تكونُ مُتعبة وغالباً ما تكون سهلة لخصوبة الأوضاع في محيطنا العربي، فتارة نجد مُصطلح إرهاب ويكون رائجاً ومُفيد الحديث عنه، وتارة أخرى تكون الكلمة الأكثر شُهرة هيَ ثورة وترى الكُتّاب والمُدونين يكونون على صلة بهذه الكلمة بشكل أو بآخر، وتارة تكون الأعياد وغيرها من المُصطلحات التي تُشكّل جزءاً من الأحداث التي تكون على مقربة منّا، ولا بُدّ أن تُلاحظوا هذا الأمر، ففي كلّ حقبة زمنية تُشاهدون الأقلام كُلّها تتجه إلى شيء ما للتعبير عن رأيها، وهنا بالطبع أتحدّث عن مقالات الرأي، وليست مقالات الخواطر وما يجول في النفس من صراعات، البداية هيَ مُجدداً الفكرة فبدون فكرة جيّدة لا يوجد موضوع جيّد بالطبع.

هناك مجموعة من الأفكار تكون عبارة عن سلسلة مُتصلة ويُمكن للكاتب أن يجعل منها سلسلة كتابية وأحياناً كثيرة هذا الأمر يلقى رواجاً لدى المُهتمين، ألم تُشاهدوا سلسلة (هاري بوتر)؟ وكيف حققت كاتبتها سلسلة ضخمة من النجاحات، –هل تتابعون سلسلة (الصداقة والأصدقاء)؟– المُشكلة الوحيدة في السلاسل هي الإستمرارية والأفكار التي ستُطرح فيها يجب أن تكون مُصلة، ولكن الفكرة يجب أن تكون قابلة لهذا المد الطويل.

 

:: كيف نحصل على الأفكار؟

الفكرة الأولى، الشرارة الأقوى التي تولّد لدينا رغبة بالكتابة عن شيء يكون له انتشار في هذا العالم عبر الحروف التي سنكتبها في البداية، ويتساءل البعض من أينَ تأتي هذه الفكرة؟ وكيف يُمكنني توليد الأفكار؟، سأخبركم ببعض أسراري التي احتفظت فيها لزمن طويل جداً منذ البداية وإلى الآن ..

          1-     الأحداث القريبة، غالباً ما تكون مادّة خصبة جداً للكتابة، الأحداث القريبة جداً، وهي أحياناً تكون مُبدعة فعلى سبيل المثال يُمكنكم قراءة –ضريحٌ في المدينة– وهي مقال بأسلوب الخاطرة حول البقيع الغرقد والحدث القريب كان ذكرى استشهاد الإمام الحسن عليه السلام، والربط مع بعض الأحداث التاريخية والتركيز على هدم القبور بطريقة عكسية. 

          2-      ما رأيك لو جرّبت الاستحمام؟ هناك الكثير من الأفكار تخرج بشكل غريب!، قمت بسؤال مجموعة من كتّاب المُدونات واكتشفت أنّهم أيضاً لديهم هذا الأمر، الأفكار تخرج هناك عندما نستحم! لا يُهمني ما هوَ الأمر وكيف يكون ولكنّه مكان جيّد بالنسبة لي، وخصوصاً هذا الوقت المَهدور أنصح باستخدامه بهذه الطريقة المُناسبة.

          3-     العقل اللاواعي، استخدمه وللعلم هوَ أيضاً يحمل اسم (العقل الباطن) فعلاً مفيد، هل تشعر أحياناً بأنّك فجأة وجدت فكرة إلا أنّك تشعر بأنّها فكرة قديمة لديك وأصبحت أكثر جمالاً، هنا اعرف بأنّك استخدمت عقلك اللاواعي بشكل جيّد، ولكن حاول أن تفعّله بطريقة ما، عبر أوامر دائمة ومُستمرة، حاول تغذيته باستمرار لتحصل على نتائج مُبهرة خلال فترات ليست بالبعيدة، وبإمكانك تغذيته بالعديد من الوسائل التي قد أسردها لكم في التدوينات القادمة، وهذه بعض الأسرار التي قرأتها في بعض المنتديات حول هذا العقل (من هنا).

          4-     إقرأ كلّ شيء!، نعم ما رأيك لو جرّبت هذا الأمر فترة من الزمن وأقصد هنا أسبوعاً أو شهراً على سبيل المثال، كل ما تقع عليه عيناك اقرأه، وخزّن المعلومات المفيدة في دفتر صغير خاص بأفكارك التي جمّعتها خلال اليوم، بإمكانك قراءة المجلات، الجرائد، الكُتب، البريد الإلكتروني، رسائل الـ Sms، المدونات Blogs، لكي تحصل على أكبر قدر من المعلومات خلال هذه الفترة التي تُحددها بنفسك، ومن هناك انطلق بعد أن جمّعت حاول أن تفرز وتخلط خلطتك السريّة لتصل إلى موضوع جميل.

          5-     استمع، الإستماع وسيلة مُفيدة للحصول على معلومات، استمع إلى حوار والديك أو إلى زوجتك أو صديقك أو زميلك أو أحد الأقارب كلّهم يمكنهم خلق فرصة اكتشاف معلومة جديدة، فعندما كُنت أحضر بعض الحصص استمعت إلى ذلك المُدرّس الذي قال بأنّ الله مُتواجد في السماء! فكتبت مقالاً حول هذه الحادثة يمكنكم مراجعته هُنا (عودة، مدرّس التربية الإسلامية).

          6-     أكتب بعض تجاربك، نعم إذا كُنت تمتلك تجارب جيدّة وأخطاء كثيرة فهي تجارب أكثر من مفيدة، اكتبها للناس وسترى الكثير يُعجبون بهذه الأمور، لأنها تجارب، وأن تكتب تعني أن تنقل حياتك إليهم وهذا يعني أنّ القرّاء سيتمكنون من تقمّص حياتك لفترة قراءة المقال، وبهذا ستتمكن من جعلهم إمّا يكررون نجاحك بطريقة جديدة، أو يبتعدون عن الأخطاء التي كُنت فيها، وفي مُدونتي ستجدون الكثير من التجارب التي مررت بها، والتجارب كثيرة منها في الصداقات ومنها في العلاقات العامّة ومنها في الوظيفة ومنها في العمل التطوعي، كلّ حياتك عبارة عن تجارب فقط انتقِ الجميل منها والصالح للنشر، تخيّل حتّى تجربة لعب مُباراة كرة قدم قد تكون مفيدة، وتجربة اللعب مع الأطفال مُفيدة، فقط شاهد بعين الكاتب لا بعين الغير مُبالي، وستشاهد المزيد.

          7-     هل تعرّف شخص مَشهور؟، انهم مُفيدين في نقطة الكتابة، فهُم لديهم قصص كثيرة وعلاقات مفيدة، هل تعلم بأن شخص لديه أكثر من 800 صديق في الفيسبوك لديه تجربه مميّزة في حياته بإمكانك سؤاله عن العديد من الأمور وقد يجد لك إجابات رائعة.

          8-     العصف الذهني، هي طريقة لإيجاد الحلول، وأستخدمها أيضاً للبحث عن أفكار جديدة في محيط صغير جداً، ولكنّ هذه الأفكار تستحق الانتشار فعلاً، وستحصل على الكثير من الأفكار، هل تعلمون بأنّه بإمكانكم الحصول على العديد من الأفكار في الـ Facebook.com وtwitter.com وYoutube.com، فهذه المواقع بها العديد من الأفكار التي ستساعدك على توليد أفكار جديدة من خلال ربطها ببعضها البعض.

          9-     خرائط الذهن، مُفيدة جداً هذه الخرائط وأشكر (توني بوزان) على هذه الفكرة الجميلة لتنسيق الأفكار وشخصياً أستخدمها أحياناً لابتكار الأفكار، من فكرة واحدة بإمكانك ابتكار الأفكار هُنا وهُناك وستصل إلى شيء جديد حتماً، تذكّر فقط بأنّ عقلك لا حدود له. شخصياً أستخدم برنامج iThoughtsHD على جهاز الـ Ipad لترتيب خرائطي الذهنية لمشاريعي وأفكاري.

          10-  دفتر صغير، إنه الأمر الأكثر فائدة، وشخصياً الآن أستخدم دفتر صغير وأحياناً الـ Iphone ويفي بالغرض، فأنا أكتب بعض المعلومات السريعة التي تكون مفيدة لي في وقت ما، وهي غالباً ذات فائدة في مقالاتي، وأحياناً بعض الجُمل التي تكون ذات معنى جميل أكتبها بسرعة كي لا تختفي من ذهني، وهذا شيء أعطاني قوّة لا بأس بها في العبارات.

لن أطيل عليكم أكثر، في هذه التدوينة، ولكنّي بحاجة لآرائكم ..

– ما رأيكم، كيف بإمكانكم استخراج الأفكار؟.
– هل أكمل السلسلة،
حول الكتابة؟

أفكاري

هل أنت مُخلّد؟

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي الزهراء محمّد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

“والفرصة تمر مر السحاب، فانتهزوا فرص الخير” -الإمام علي عليه السلام-

“هل ستكون أنتَ مُخلداً؟ وماذا ستكون بعد الموت يا صديقي؟ وإلى أين أنتَ الآن تتوجّه في حياتك الخاصّة والعامّة؟ هل بإمكانك اكتشاف طاقاتك الشخصية؟ هل أنتَ في سن يؤهلك للإنجاز؟ والسؤال الآخر، هل لديك ما يكفي من العلاقات التي بإمكانها زيادة فاعليّتك؟ أم إن إنجازك يحتاج إليك لوحدك؟.”

كلّ التساؤلات وأكثر، مثل التي  تقبع في الفقرة السابقة هي موجهة لكل إنسان، لا فرق بين صغير أو كبير، فالسؤال الأوّل هوَ السؤال الذي أثار هذا الموضوع بالنسبة لي، ففي البداية لا نفكّر إلا باللحظات التي نعيشها في الوقت الحالي وإثارة الضحك من الأصدقاء وبعضاً من الجلسات المُطولّة معهم وقليلا من المعارك التي لا تقود للموت وشيء من المحبّة المُزدوجة المُحللة، ولكن في نهاية الأمر يكون الإنجاز نفسياً جميلاً ولكنّه يفتقد للتركيز والاتزان وأن يكون الأمر أكثر تأثيراً وأوسع من ناحية الإنجاز.

للأسف نرى العديد من الأصدقاء والزملاء الذين يتخبّطون في المراحل الأولى من المراهقة فلا تجدهم يأخذون مشروع الدراسة بشكل جاد، ونشعر فعلياً بضياعهم في هذه النقطة على وجه الخصوص، فعلى سبيل المثال، بعضهم يجد في نفسه ضعفاً في بعض المواد الدراسية ولكنّه يستمر بطريقة المذاكرة التي اعتاد، على الرغم من أنّ الجميع يرى بأنّ التغيير ضرورة في حال الفشل، ولكنّ صديقنا الطالب لا يرغب بتغيير طريقة دراسته للوصول إلى أعلى الدرجات المُمكنة، فهوَ يفكّر فقط في كيفية النجاح ولا يفكّر بالتفوّق الدائم، والنجاح بدرجات مُتدنيّة شخصياً لا أعتبره نجاح، إنما هوَ فشل، ولكن لا يوجد النجاح الحقيقي هوَ أن أتكون أحد العشرة الأوائل في مجالك الذي تخوض فيه.

ماذا ستكون بعد الموت؟ هل فعلاً أنتَ مُجرّد إنسان وانتهى.! لا يا صديقي أنتَ فعلاً يمكنك الإنجاز، ولا يوجد توفيق ربّاني من غير سعي، فليكن السعي للإنجاز صديقك وحليفك، لكَ أن تُشاهد أو تَسمع ما تريد، ولكن انظر مَن هُم الذين خُلّدوا في هذا التاريخ؟! دعني أخبرك بشيء هُم المبدعون الذين قدّموا شيء للمُجتمع لا فقط إلى أصدقائهم، بل هُم من طوّروا هذا المُجتمع بمساعدة أصدقائهم، يؤسفني رؤية بعض الطاقات تذوب في محيط “مَقهى” أو برفقة “شيشة” أو بمعيّة “ربع الديوانية”، فهُم في نهاية المطاف طاقات لها وقت لتكبر وتُصبح طاقة لها وزنها في المُجتمع ولا يمكنها إعادة جدولة التاريخ كما الديون التي يتأخر بسدادها الإنسان، فالتاريخ يمشي وكل 60 ثانية تشكّل دقيقة وكل 60 دقيقة تشكّل ساعة وكل 24 ساعة تشكّل يوم وكلّ 30 يوم تقريباً تشكّل شهر وكل 12 شهر تُشكّل سنة، لذا كل ثانية هي رحلتك الشخصية في هذه الحياة، فما أنت صانع بهذه الثانية؟

شاهدت خلال رحلتي في هذه الحياة العديد من الأصدقاء الذين دفنوا مواهبهم بعدّة طرق ومنها، رغبتهم بتنويع مواهبهم بطريقة غير مدروسة وكثيراً ما تكون هدّامة، فتراه يتأثّر بمن حولة ولا يجد ذاته، فعلى سبيل المثال يَرغب بأن يكون كاتباً ولكنّه لم يقرأ كتاباً في السابق، ويرغب بأن يكون شيئاً آخر وهوَ في الأساس لديه موهبة التمثيل وتمكن من تطوير نفسه لفترة تزيد عن الـ خمس سنوات ولكنّه شعر بالملل فمن حوله جلّهم لديهم موهبة لعب كرة القدم، فإما أن يضيّع التمثيل ولا يتقن اللعب وإذا رحم ربّي فسيتمكن من إتقان كرة القدم بعد خمس سنوات أخرى وسينتقل مع أصدقائه إلى هواية أخرى!، فلا تتحوّل الهواية إلى حرفة أبداً!.

وهناك من يكون موهوباً ولديه طاقة كبيرة جداً، إلا أنه يفتقد إلى التوجيه السليم، فتراه يصرف طاقته بشكل غريب في العديد من الإنجازات السطحية أو الإنجازات المُتشابهة التي بإمكان إنسان واحد إنجازها، ويشارك في هذا الأمر، أحب أن أطلق على مثل هذه المجموعة “قاتلي مواهب بطريقة البطالة المقنّعة”.

هل تعلم بأنّك تتقدّم في العمر؟ ولديك فرص أقل كلّما أكلت الساعات من جسدك ثواني؟ ما رأيك لو أخبرتك بأنّك في مرحلة المراهقة كنت في مرحلة تجميع المعلومات للإبداع وتقديم شيء مميّز وبناء مُجتمع جديد لديه ثقافة التطوير والتعديل، وأنت في مرحلة ما بعد المراهقة تتكوّن لديك فترة خمول يمكننا تسميتها بـ الخمول المبطّن لكّنها مرحلة نكون الأفكار والمعلومات في حالة موازنة للخروج من عنق الزجاجة، وهي المرحلة النهائية التي يسميها علماء النفس الاكتشاف أو الإشراق وهي في مرحلة ما بعد التوازن، وبعدها يبدأ العمل الفعلي.

مجالات الإبداع والخلود كثيرة، والأمثلة كثيرة جداً لا يمكنني حصرها في هذه التدوينة، ولكن انظروا من حولكم، أقل شيء ما هي الأسماء التي بإمكانكم ذكرها بسرعة، بعد النبي وآله صلوات الله عليهم، والأنبياء والصديقين عليهم السلام، هُم المبدعين العلماء والمفكرين والمُستكشفين والمُكتشفين، ومجالاتهم مُتعددة، ولا حصر لها.

وكما كان الاستهلال، الفرصة تمرّ والرّب الجليل يهبنا الكثير من فرص الخير ولكن العيب فينا إن لم نكن نستفيد من هذه الفرص، فعندما تكون هناك فرصة فاعلم بأنّك غالباً في المكان الصحيح والبيئة المناسبة وتركيزك عالي وتخطيطك مميّز، فقط الأمر يحتاج إلى همّة وهَم ورغبة منك بالتطوّر.

××

– ما هي أهم أهدافك لعام 2011؟
– ما هي أهم أهدافك خلال الثلاثة أشهر الأولى من 2011؟
– هل تمتلك صديق تعتد أنّه بحاجة إلى مساعدتك؟
– هل تبحث عن مُساعدة في أمر ما ولا تجد المساعدة المطلوبة؟
– ما رأيك لو فكّرنا بإيجابية أكثر مما نحن نفكّر فعلياً ..

إجاباتكم تُهمنّي كثيراً، فقد أساعد أو نتساعد لإيجاد حلول لأهدافنا في 2011، فهي في نهاية الأمر أهداف تفيد الإنسانية إن شاء الله.