ذكرياتي

بعد العطلة

بسم الله الرحمن الرحيم
 
بعد إنتهاء العطلة الصيفية بكاملها فثلاثة شهور كانت متعبة جداً حقاً إحتجت إلى وقت للراحة فكان سفري إلى مشهد المقدسة خير مكان لراحة الذهن ، فالفصل الصيفي كان قاتلاً مع دكاتره تريدك أن تفعل المستحيل لترضي عقلها ، و الأمر الأكثر حزناً هو أن تخرج بمادتين أحدها بدرجة الممتاز و الأخرى بدرجة الجيد جداً .. ، و كان في نفس الوقت المدرسة الصيفية القرآنية التي يكون فيها الشباب على أهبة الإستعداد لنهل العلوم و إلقائها في آبار طلبة العلم المحمدي ، و كان هذا أمر ممتع حقاً و كانت هناك نشرات صغيرة تصدر على أمل أن تكون كبيرة قريباً ، و في نفس الوقت كنت أدرس ” دبلوم جرافيكس ديزاين ” مما كان يأخذ يومي كاملاً مشغولاً لا أتحرك كثيراً .. وفور إنتهاء الفصل الصيفي و الراحة الصيفية من الدبلوم ، كنت قد فرحت فرحاً كبيراً بأن فصل الراحة قد وصل ، إلا إنكم كما قرأتم مررنا بمراحل ترميم كبيرة في العمل المؤسساتي و إن شاء الله تكون أيام خير هي الأيام القادمة و أيام تلاحم.
 
 
كما قلت في بداية هذه التدوينة ، كان أفضل ما في هذه الصيفية هو زيارة السلطان علي بن موسى الرضا ( ع ) فكانت الرحلة أروع ما يمكن أن توصف فهي رحلة شبابية 100% لا يوجد فيها من يخرب أو يبعثر صفوها في منصفها أو معارك شخصية رغم معركتي مع ” بدوري ” التي إنتهت بعناق ودي و حبي ، و كان ما كان .. و زيارة ميدانية إلى مختلف الأماكن التراثية و قم المقدسة كانت روعة من روائع الأيام ،، لا أريد أن أطيل عليكم بأول مقالة فيها نشوة فرح .. فبعد أيام سندخل في أيام قرقيعان الإمام الحسن عليه السلام أعادها الله علينا و عليكم باليمن و الصحة و العافية.
 
 
معلومة ، لم أدخل حرم الكلية إلى اليوم ، حقاً لا أعلم متى نعود إلى الدراسة !

و أرجو الدعاء فهذا آخر كورس دراسي لي في الكلية و في تاريخ 31/10 سأكون إن شاء ربي إنتهيت من الدبلوم و في شهر يناير القادم سأكون تخرجت من الكلية.
أفكاري, ذكرياتي

للحديث بقية

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين أبا الزهراء المسمى في السماء بأحمد و بالأرضين محمد و على آله الأطهار و صحبه المنتجبين الأخيار
و اللعن الدائم على أعدائهم منذ البدء إلى قيام يوم الدين ..

جلست في أحد الدواوين التي تقع في منطقة ما في دولتنا الغراء و بعد خروجي من هناك ، إكتشفت الكثير من الأمور التي لم أكن أعرفها .. أقترح على الجميع أن يبدأ و يربط الحقائق و يجمع المعلومات و ينظر إلى لبها و يراها كثيراً ما تحمل مضاربات كبيرة و تعاكس في المعاني و الرغبات ، و عندما تبدأ بالتحليل النفسي ترى إنك في حلقة مجنونة من الكلمات و المعتقدات و الآراء و الأفكار ..

الآن لنبدأ بتحليل بعض الظواهر التي حصلت في الأيام السابقة :
1- الشباب يقومون بفعل غير لائق في أحد الأماكن العامة
( لم يتحرك أحداً بل إن أحد الرؤوس الكبيرة كانت تضحك وترمي بالإبتسامات في مرمى أوجه الشباب ) هذا أمر لا أعلم سببه !
2- ينخذ مجلس الإدارة المنتخب قرار بالنسبة للبعض كان قوياً و بالنسبة للبعض كان منصفاً و بالنسبة للبعض كان يحتاج إلى تروي أكثر لأخذ أكبر قدر من الوقت لإتخاذ قرار بهذا الحجم ،،
3- في نفس اليوم يعتذر البقية ممن لم يتعذروا حول ما جرى و رغبتهم في أن يكونوا بجوار الرضا ( ع ) كانت أكبر من إعتذار ، و أشدد على نقطة إنك يا – فلان – لا تدخل في النفوس كي تقول ،، عقب ما سافرتم إعتذرتم ! ،، لا أعلم بأي حق تدخلت في نفوسهم
4- وصلنا إلى النقطة المحورية ألا وهي البدء بتجميع بعض الأصوات التي تطالب بإقالة الشباب المسؤولين لتخبطهم على حد قولهم و عدم معرفة رأسهم من كرياسهم ..
5- يكتب أحد الشباب مقالة و يتهم البعض بأنهم غير رجال – أقوال لا أفعال – رغم إنهم طبقوا قراراً إتخذوه
6- الإقالة التي إلى الآن لا أعرف سببها الحقيقي – فتضاربت الأقوال ،، فمرة قيل لي بسبب إستقالة رئيس المجلس و مرة أخرى بسبب إستقالة عضوين آخرين و إلى هنا أقف .. المجلس لم يفقد نصابه الفعلي لكي يكون ذلك المجلس الذي يحل .
7- يتم الإتصال و الإبلاغ بالإقالة و إعادة تنصيب البعض تاركين البعض الآخر يتوه في دوامة العمل الغير منظم !

منذ البداية إتفقنا على أن يكون هناك عمل إداري منظم و هيكل تنظيمي جيد و متين و يطبق بشكل إيجابي ،، و لكن للأسف التدخلات و الرغبات و الأدبيات تجعل هذا العمل لا يعدو كونه عمل هاوي في مجال العمل الإسلامي المنظم و المنتظم الشبابي .. و الأمل الأخير كان في إنصاف الجميع و لكن كان الحل بأن يتم تهدأة الوضع و إيقاف الشباب عن العمل بطريقتهم و ترك الشباب الآخر بدون أن يجمعوا العدد المطلوب و يقيلون الإدارة على وقع الهرج و المرج الذي كان من الممكن تهدأة الوضع و الإنتخابات الأسطورية وضعت أمامنا العديد من الخيارات الجميلة و المطروحة للجميع فللجميع حق العمل و الإنتخاب و الترشح ليكون ذاك الشخص الذي تتاح له الفرصه للإبداع و ترك بصمة في العمل ، و لكن هناك من ينظر إلى الموضوع و كأنه حرب طائفية بين أطياف و شعوب عليه إحتكارها و كسرها لنفسه فقط و فقط ! و إن لم ينجح من يريد فلا عمل إلا التصيد و البحث و التنقيب عن أخطاء تقذف أمام أعينه ، حقاً أمر مؤلم جداً أن ننظر إلى الجانب الذي نرغب به فقط و فقط ، و لكن لم تكن المرة الأولى التي يتم فيها التلاعب ففي السابق حقاً لو وقفت منادياً مع الشباب بأنه الذي حصل ظلماً و نريد سبباً حقيقياً ستكون هذه المشكلة في خبر كان و لكن منع الشباب من معرفة أسباب إبعاد أحد الشباب من الإدارة ، الأمر المؤلم إنهم في نفس الموضوع فالولد الذي أقيل في السابق كان يحمل عدداً من الأصوات جعله في المركز الثاني و لكن – هذا إلي أنا أريده أريده – جعلهم ينظرون إلى الموضوع و كأنه لعبه يدخل الولد و يخرج من نفس الباب ! حقاً مؤلمة هي الحياة .. و لكن هذه المرة سأقف فلن نلدغ مرتين متتاليتين و إذا كان هناك من يرغب بأن يبعدنا عن العمل نهائياً أتمنى أن تقولها بالحرف الواحد ،، و سأترك العمل لك على طبق من نحاس .

في نهاية الموضوع جل ما أريد إخباركم به أصدقائي ، إن من يلعب بالنار يحرق صوابيعه ..الصداقة في العمل الإسلامي هي لب الموضوع ، فأتمنى أن ينصف المجلس المنتخب

كم كنت أتمنى أن يكون العمل بدون إقالات ولا إبعاد غير مباشر للبعض ..

ذكرياتي

الحسين ، ذكرى و جمرة

 في ذكريات محرم الحرام ، و في أيام ذكرى قتل الإمام الحسين عليه السلام .. نكون على موعد مع البكاء و الحزن فحتى السماوات العلا تتأوه حزناً على سيدنا و حتى قعر الأرض يبكي و يضج حزناً .. هي ذكرى لا يمكننا المرور بها بدون أن يكون لنا وقفة و ذكرى و لطمة و طبرة ! .

 في بداية الحياة علمني والدي إن الحسين هو سفينة النجاة و معقل الحسينون الذين يرجون النجاة من غضب الجبّار و الرحمة اللانهائية ، فنجده غفر للحر بن يزيد الرياحي ليسطر أروح ملاحم الرحمة و الحب و الإحتواء الإلهي للجميع ، سطّر الجميع أروع الثورات النفسية و العقلية و الداخلية و الخارجية ، حتى بتنا نعيش على تلك الثورة إلى يومنا هذا و نبكي تلك الثورة و هيبتها التي تجعل أي قلب ينجر إليها بكل شغف و ألم ..

 في مقتبل عمري قال لي والدي إن الحسين عِبرة و عَبرة ، فبدأت بالتفكر في تلك الكلمة فهي كلمة تخللت قلبي و ذكرتني بأني إنسان ! ، فالحسين ليس فقط إمامي و لكنه عِبرة يمكنني أن أتعض بها و في نفس الوقت هو عَبرة أسيل بها دموعي و دمائي ، لم أكن أشعر بقيمة تلك الكلمة حتى وجدت نفسي أتفهم بعض جزيئات ما جرى في ذاك الزمان الأغبر الذي قتل فيه الغراب الأسد ، و هو الزمن الذي شربت كلاب أميّة من الماء العذب و لم يشرب الطاهر المطهر و آل بيته [ أعذروني في نفس جملة إسم أمية لا يأتي ذكر مولاي ] ، حاولوا طمس ذكر الإله حاولوا قبر ذكر محمد و لكن الله يأبى ، بالحسين عاد الدين إلى خط سيره بعد أن بدلت أشباه الرجال ما بدلت ووضعت ما وضعت من تحريف و كلمات لا تليق بإسلامنا النقي ، كم مخلب غرس في جسد الإسلام و لكن الإسلام أكبر من أن يقطع ما دامه سُقي من دماء الإمام الثائر على الجور و الطغيان .

 الآن يعلمني والدي بأن الحسين هو الرحمة الإلهية و هو الكمال الرباني الذي ينشده البشر ، فلم يبخل بأي شيء من ما يمكن أن يجاد به على دين الله السويّ فهو أعطى أبنائه و أعطى عياله و أعطى أصحابه و أعطى نفسه لكي يسقى ذلك الجسد الذي مرضته تلك الزمرة الفاسدة ، حتى قالت مولاتي زينب – روحي فداها – اللهم تقبل مناّ هذا القربان .

 لا يمكن أن يتحمل إنسان عاقل ذو فطنة ربانية ذلك المنظر الذي وقف فيه الحسين – صلوات الله عليه – وحيداً بعد أن تقطعت أوصال جيشه البطل ، فبعد مقتل الحر و مقتل عابس و زهير و حبيب و برير و الأصحاب جميعاً و بطولات الأكبر و القاسم و ملحمة العباس هنا وقف الحسين – صلوات الله عليه – بين القوم حائراً لا يعرف كيف يمكنه هداية هذه القلوب التي عُميت و إكتست بالأموال و حب الدنيا ، رفع رأسه إلى السماء و هو يقول ألا من ناصر ينصرني ألا من ذاب يذب عن حرمي ألا من معين يعيني ، هنا تقطعت النساء بالبكاء و أعلنت النوح و البكاء وسام تتوسم به ، و هنا خرج العليل من الخيمة باكياً متسلحاً بيد متكئاً بيد ، هنا إرتجت الأرض هنا تأهبت الملائكة هنا كانت وقفة مع ظلم التأريخ ، أهذا الحسين بن علي من يتساءل عن من يذود عن حرمة ؟! أهذا الحسين بن فاطمة بنت محمد من ينادي القوم بهذا النداء ؟! ، كيف لم تتفطر قلوبهم ؟! كيف لم يهيج الجيش على نفسه ؟!

 و بعدها إظلمت الدنيا و أمطرت دماء بعد ما توضأت بدماء الأطهار الأنوار سادات الخلق .

 اللهم إلعن كل ظالم ظلم الحسين و أهله ..اللهم إلعن كل من تجرأ و عاند الحسين و أهله ..اللهم إلعن كل طاغ باغ رفع صوته فوق الصوت الحسين و أهله .. 

السلام على الحسين و على العباس أخ الحسين و على بطلة كربلاء زينب أخت الحسين