مقابلات

استضافة الثلاثاء – إذاعة الموالي

أستضيف معكم اليوم، مجموعة شبابية رائعة، قدّمت خدمة جديدة في عالم (الصوت) وإلى الآن تسعى للتطوّر، إذاعة حُسينية فريدة من نوعها تُغطّي المجالس والحُسينيات والمواليد بطريقة مبتكرة، فهي تعمل على مختلف الأجهزة الحديثة، وكان لي لقاء مع صاحب فكرة الإذاعة وأحببت نقله إليكم، وأعطيكم معلومة قبل شروعكم بقراءة هذه المقابلة، إنّهم صِغار في أعمارهم، لكنّهم مميّزين في أعمالهم ..

 ١- هل لك صديقي أن تُعرّفنا على نفسك؟

 حسين محمد بهمن، أمتلك 16 عاماً، من مواليد 1995م، عشت حياتي في عالم التكنلوجيا وهواياتي متعددة تميز منها (التصوير و الهندسة الصوتية والمونتاج ).

 ٢- ما هيَ إذاعة الموالي؟

 هي اذاعه موالية لأهل البيت عليهم السلام ويتم بثُ صوتها عبر

الوسيلة الإلكترونية: يُنقل الصوت عن طريق سيرفرات الانترنت وتتمكن من الاستماع من خلال روابط.

٣- كيف تأسست إذاعة الموالي؟ ومتى؟

تأسست في استديو حسينية الرسول الاعظم(ع) – الكربلائية. وكانت التجربة الأولى عبر البث الالكتروني خلال ٥ ساعات باليوم فقط.
وتم الافتتاح في ليالي العشرة المهدوية 2010 – 1432هـ.


٤- هل تعرفون عدد المُستمعين؟

يمكننا حساب عدد المستمعين عبر البث الالكتروني، والمتوسط غالباً يكون هكذا

1- في الايام العادية من ٦٤ إلى ١٠٥ مستمع.
2- اما في المناسبات يصل الى ٣٤٠ مستمع.

٥- هل هُناك برامج ثابتة في الإذاعة؟

نعم، نمتلك مجموعة من البرامج المفيدة والجميلة، منها ..

1- الادعية اليومية
2- برامج النقاش ( يتم من خلالها مناقشة مواضيع مختلفة مع المستمعين عبر المكالمات الهاتفية ويكون بثّ هذه البرامج مباشر )
3- برنامج النور المتكلم ( برنامج احاديث كل يوم جمعة باللغة الإنجليزية )

 ٦- هل هُناك مصاعب مررتم بها؟

 نعم في البداية.
لم أجد التشجيع الجيد لان الفكرة جديده ولم يتقبلها الجميع وواجهنا صعوبة في جذب المستمعين.
ولكنّها تذللت بعض الشيء بعد أن سمع الناس البرامج، وأصبحوا متابعين لنا.

٧- كم عدد العاملين في الإذاعة؟

إلى الآن هم ٤ متطوعين ومن بينهم أنا

1- عيسى الصراف
2- محمد عبد الرضا
3- رضا التميمي

والباب مفتوح لجميع من يريد الالتحاق بطاقم العمل

٨- هل هُناك خطّة لتطوير الإذاعة؟ وما هي الطموحات؟

نعم يوجد لدينا خطّة للتطوير والتطوّر وسيتم الكشف عنها مستقبلا، ونتمنّى أن تكون تطويرات مفيدة.
طموحاتنا: أن يكون إمام زماننا راضياً عنا.

٩- هل هُناك دعم للإذاعة من قبل المُستمعين؟

نعم فهم يثلجون الصدور عن طريق المكالمات والرسائل، الدعم المعنوي مُهم جداً وهُم يمارسونه بعفوية كبيرة، شكراً لهم.

١٠- هل هُناك إعلانات بين البرامج في الإذاعة؟

حالياً يوجد اعلانات لبعض الحملات والفنادق التجارية، ونعكف على تطوير آلية الإعلان في الإذاعة.

١١- ما هوَ عُمر الإذاعة الحالي؟

عمر الاذاعة الحالي هو سنة وأربع أشهرٍ تقريباً.

١٢- هل هناك فكرة مُختلفة تميّزت فيها الإذاعة؟

 أنا شخصياً لم اسمع بإذاعة تنقل صوتاً يتميّز بخدمة المُستمع عبر نقله إلى أماكن الأحداث الحُسينية مباشرةً، وفي دولة الكويت. ونتميّز بالنقل المباشر للحسينيات داخل الكويت وخارجها، لأجل ذِكر إمامُنا الحُسين (عليه السلام).

 ١٣- ما هيَ وسائل الإعلان التي استخدمتموها؟

 وزّعنا بعض الإعلانات المُعلّقة في الحسينيات والمساجد، ولكن أقوى وسائل انتشارنا كانت خدمة الـ(Whatsapp) وبرنامج الـ(Facebook)، وتمكنّا عبر هاتين القناتين الوصول إلى عدد كبير من المستمعين.

 ١٤- العمل كما أعرف تطوّعي، هل هُناك فكرة لتحويل العمل إلى عمل برواتب للموظفين؟

 نعم العمل تطوعي، والرواتب وغيرها، ستكون ضمن خُطط التطوير، وقد لا تأتي، فكل الهدف هوَ خدمة أهل البيت عليهم السلام.

 15- هل لديكم موقع خاص تعرضون منه الإذاعة؟

حالياً نعمل على برمجة هذا الموقع، وننتظر بعض الأمور الفنيّة ليكون مميّزاً، أمّا الآن يمكن الاستماع للإذاعة عبر جهاز الآيفون أو عن طريق الكمبيوتر. ويمكن للزوار معرفة الرابط ومعرفة اوقات برامجنا من خلال زيارة الصفحة الخاص بنا في الفيسبوك ..

www.facebook.com/molarfm

كلمة أخيرة ..

أشكرك أخي العزيز على استضافتك لي ..
وأريد منكم الدعاء لي بالتوفيق وخدمة مذهبي من خلال مواهبي ونشر فكر أهل البيت (ع) الرائع، شكراً لله شكراً لأهل البيت عليهم السلام، وشكراً لأمي ولأبي.

أعمالي, مقابلات

قناة الفرات وصديقي وبعضٌ من أنا .. !

أهلاً وسهلاً بكم مُجدداً يا رفاق، قبل أشهر شاركنا في معرض (مواهب) الذي غطّت جزء منه قناة الفرات عبر برنامجها (من الكويت) مع المذيع الشاب محمد البلوشي، وحصلت بعض المواقف الطريقة التي لم تُقطع (مع صديقي يوسف المهنا) وموقف آخر تمكنت فيه من ادخال المذيع في دوّامة (تم اقتطاعه)، المقابلة السريعة في المعرض سأعرضها لكم متقطّعة الجزء الأوّل صديقي يوسف المهنا، والجزء الثاني حسين المتروك، وأحب إعادة نشر بعض ما كُتب حول راوية من قبل الشباب الكرام.

(1) يوسف على المهنا – صديقي وأخي – مصوّر مبدع لديه العديد من الابتكارات، أعمال محرّم الحرام الماضي له يد طولى فيها

httpv://www.youtube.com/watch?v=V3WbVP-mmKQ

(2) حسين المتروك أترككم مع المقابلة السريعة ..

httpv://www.youtube.com/watch?v=gbSO9MYMwqk

وهذه كلمة للمبدع محمد شاكر جراغ في رواية وبعض من كتبوا في راوية

أشكر قناة الفرات ومحمّد البلوشي على التغطية ..

مقابلات

إستضافة الثلاثاء – الخطاط / حسين مقيم

هذه المرّة هوَ ليس بضيفي، بل هوَ صديقي وأخي، وقف بجانبي في الكثير من الأيّام الصعبة، لديه إحساس مُرهف، فعلاً هوَ صديق وأخ قلّ نظيره، رغمَ كلّ شيء يبقى هوَ من القلّة الذين لهم من الفضل الكثير عليّ، خطاط شهد له جميع معارفه، لديه موهبة نادرة بين أقرانه، هوَ مُبدع بالإبتكار والتغيير، يمتلك خبرة جميلة في تطويع الحروف وتذليلها لرغباته، يطمع في المزيد، ويبحث عن الجديد، لا يُحب العُزلة، لديه من الكِبرياء الكثير، تابعوا معي أحداث هذا اللقاء، وإذا كُنتم تبحثون عن خطّاط شاب لديه موهبة فأنصحكم بهذا الشاب، ..

      1- من أنت يا صديقي؟

أنا إنسان عشتُ حياتي بين صمت الجدران ، عشتُ صمت السنين ، لأنفجر باكياً بإبتسامة .
( حسين مقيم ) يقيم داخل إطار يحوي في طيّاته على زوجة و وليّ عهدي ( علي ) ، أسعى لتطوير مستواي المعيشي و الدراسي .

       2- كيف بدأت رحلتك مع الخط العربي؟ حدّثنا شيئاً عن الماضي ..

بدأتها بإنجذابي لجمالية الخط و رونقه منذ الصغر ، و أخذتُ أبحث و أكتب و أتابع و أجتهد بنفسي ، و بدأتُ أتعرّف على هذا الفن الراقي ، و مازلتُ أتذكّر تلك اللحظة التي كنت فيها في الرابع الإبتدائي ، حينها كانت بداية مشواري .

       3- سمعتُ شخصياً بأنّك توَد أن تكتبت القرآن الكريم، فمتى سيكون هذا الأمر إن شاء الله؟

شرف لي و لكلّ خطّاط أن تخُط يداه حرف من حروف هذا الكتاب المهجور ، لكن ما يُعيقني هي أمور أخشى أن أقع فيها كبعض الشكوك و الإختلاف  في رسم الكلمة و طرق كتابة الكلمات خشية السقوط في كمين التحريف . 

       4- هل هناك طريقة مُحددة تعتمد عليها عندما تكتب مَخطوطة ما، وحدّثنا قليلاً عن أنواع الخطوط.

أعتمد على ظرف الكلمة و أحرفها و كيفيّة ملاءتها لنوع الخط و مدى إمكانيّة توظيفها ، و للخط العربي أنواع كثيرة و جميلة جداً تتراوح ما بين الرقعة و النسخ و الثلث و الفارسي و الديواني و غيرها …

       5- أيّ الخطوط تميل إليها يا صديقي؟

أميل يا صديقي إلى الخط الديواني لما يحويه هذا الخط من جمال فتّان و يأسرني بميول أحرفه و تراقصها على السطر .

       6- هل تكتُب شكل يومي، أم متى ما طلُب منك، أو متى ما سمح لك الوقت؟

تعتمد كتاباتي على حسب متى ما يُطلب مني ، و غالباً لا أكتب في نفس الوقت الذي يُطلب مني ، و لكني لا أكتب بشكل يومي .

      7- هل هناك طقوس مُعيّنة عندما تكتب؟

طقوسي هي نفسيّة أعيشها مع واقع المخطوطة نفسها و استشعر معانيها ، و لا أحبّذ العزلة  عن الناس للكتابة .

      8- هل هناك مشاعر تنتابك وأنت تكتب؟ على سبيل المثال هل بكيت وأنتَ تكتب شيئاً؟

مشاعري لا يعيها إلا من وقع قلمه على بياض الورقة ، لا أخفيكم سرّاً بأني أتمتّع و تغمرني الفرحة حين الكتابة ، و يقشعّر جسمي لها ، و هي المتنفّس لي حين تضيق بي دنياي ، فألجأ للكتابة ، و غالباً ما تكون أروع و أبدع ما أنتجه من نفسٍ حزين ، فكنت أختلق مسبّبات الحزن لكي أبدع .

      9- متى يعرف حسين مقيم أنّ المخطوطة جاهزة للتسليم؟

مخطوطتي لا تكون جاهزة إلا عندما أرى فيها الإقتناع الشخصي و مراعاة الجوانب الفنّية ، ثمّ أبرزها لذوي الذوق الرفيع لأستطلع الآراء ، حينها أعتمد المخطوطة .

      10-  أعمالك الحُسينية كثيرة حدّثنا عن عن هذا الأمر

كانت وما زالتْ و ستظل أعمالي حسينيّة ، الحمد لله فهذه نعمة أحسد نفسي عليها ، و تميّزت أعمالي بالتجديد و الإبتكار و التنويع ، لأن الناس يبحثون عن الخروج عن المألوف ، و هذا ما وجدوه فيني ، من خلال الإصدارات الحسينيّة .

      12-  هل أنتَ مؤهّل لإعطاء دروس حول الخط العربي؟

بل ما زلتُ في بداية رحلتي الطويلة في عالم الخط و الجمال اللامنتهي ، و مازلتُ استشرب من بدائع إحساسه ، و سبق لي أن أعطيت دروس خفيفة في خط الرقعة ، و لكن أنا أبحث عن دروس لي .

      13-  هل برامج الكمبيوتر التي تساعد على الخط باتت تنافس الخطّاطين؟

لا شيئ يظاهي سحر يد الخطاط ، مهما تطوّرت البرامج ، فهي تفوق الخط اليدوي بالسرعة ، و لكن خط اليد فيه روح و يقتحم القلب .

      14-  ما هيَ أهم صفات الإنسان الخطّاط؟

على الخطاط التحلّي بالخلُق الفاضل و الأدب ، لأن الخط العربي خط إسلامي أصيل اقترن بأمير بأمير الكون أمير المؤمنين عليه السلام ، و يُذكر إنه كان خطّاطاً و قد نُقلتْ عنه بعض الأحاديث التي حثّ بها إلى الإهتمام بالخط العربي .

      15-  يُقال بإنّك مُكرر في أعمالك، فما رأيك بهذا الرأي؟

 لا أستطيع أن أبتدع أحرفاً جديدة ، فأنا محكور بحدود الـ ٢٨ حرفاً ، و التكرار لا يعيبني مادمتُ في تغيير لشكل الكلمة ، و شخصيّاً أرى الكلمة و أحرفها و أختار الخط المناسب لها .

       16-  كيف يُفضّل حسين مقيم قضاء عُطلة ما؟

عادةً ما أقضيها مع الأقارب ، أو الخروج مع الإصدقاء .

      17-  أعرف أنّك قارئ جيّد للكُتب، فأخبرني عن بعض الكُتب التي أحببتها مُسبقاً.

تستهويني كتب السيد المرجع محمد الشيرازي قدّس سرّه و السيّد صادق الشيرازي حفظه الله ، و السيد هادي المدرّسي حفظه الله ، و لعلّ أبرز الكتب التي أحببتها هي ” الرأي العام و الإعلام ” للسيد الشيرازي قدس سره ، و ” الصداقة و الأصدقاء ” للسيد هادي المدرسي ، و كتاب ” هكذا علمتني الحياة ” للدكتور مصطفى السباعي ، و بعض الروايات المختلفة كـ ” جئتك ” و ” مذكرات الجراح ” و للكاتب عبد الوهاب السيد لتغيير نمط القراءة و التنويع في فكر القراءة .

      19-  العمل الشبابي في الكويت، هل هوَ بحاجة للكثير؟ وبعض اقتراحاتك إن كان فعلاً بحاجة للكثير.

العمل الشبابي يحتاج إلى تطوير للبرامج و التطلّع إلى المستقبل البعيد من وضع خطّة بعيدة الأمد و التنسيق المنظّم ، و التركيز على الإهتمام بالشباب و تطويرهم و تثقيفهم ، و لا شك إن إعلام مؤسساتنا الشبابيّة ضعيف و لا يُنافس على أي صعيد سوى الصعيد الشيعي الداخلي .

      20-  هل تُسامح من أخطأ بحقّك في يوم من الأيّام؟

شخصيّاً لا أحمل في قلبي حقداً على أي شخص كائناً من كان ، و أخجل من نفسي أن لا أفكّر بمسامحة من أخطأ بحقّي ، و فوقي ربٌّ غفورٌ رحيم .

      21-  هل تُشجّع الشباب على الزواج؟

أسفي لشبابٍ قد عزفوا عن أوتار الزواج الموسيقيّة ، لو أدرك الشباب ما في الزواج من فوائد ، لتمنّوا أن يقضوا شبابهم مع زوجاتهم ، و لأن الأوهام التي يختلقونها سرعان ما تنقشع . 

      22-  ما رأيك لو كتبت لنا شيئاً من قصّة الحادث الذي حصل لك سابقاً وكاد أن يودي بحياتك، وماذا كُنت تشعر في ذلك الوقت؟

لن أذكر التفاصيل لأني لا أذكرها ، و لكتي سأكتفي بالبوح عن أن من كان له الفضل في بقائي على قيد الحياة هو أبو الفضل العباس ، فأنا أدين له بحياتي . 

      23-  لاحظت أنّك من المُهتمين بقضية البحرين على وجه الخصوص، فما رأيك لو أخبرتنا بسر اهتمامك.

قد تكون القضية البحرينيّة من أكثر القضايا التي أهتممتُ بها ، لأن الظلم و التعتيم الإعلامي كان شديد جداً ، و هذا ما هزّني و جعلني أتحرّك و أبحث عن ما يمكن مساعدتهم فيه ، خاصةً إنها قضية سلمية و تُواجه بالقمع و تُسفر عن شهداء ، و ما يحز بالخاطر إن المستهدف هم الشيعة ، لذا توجّب عليي الدفاع بما يمكنني فعله ، أسأل الله أن ينصرهم على من ظلمهم . 

      24-  كُنتَ تمتلك مُدوّنة فما هوَ حالها في الوقت الحالي؟

مدونتي موجودة و ما زالتُ أكتب ، لكني من النوع الذي لا يكتب كثيراً و يتحرّز و يتحفّظ كثيراً بما أكتبه ، و لا أكتب إلا إذا بلغتْ المقالة مرحلة و مستوى عالي تلوق بي و تلوق بأن أطرحها ، لهذا ترى قليلاً ما أطرح مقابات جديدة .

      25-  كلمة أخيرة، ..

أشكرك أخي العزيز على استضافتك لي 
و أرنو منكم الدعاء لي بالتوفيق و خدمة مذهبي بموهبتي
و نشر فكر أهل البيت عليهم السلام من خلال الخط العربي
شكراً أمي و أبي
 شكراً لكل من آزرني

××

هل تبحث عن وسيلة للتواصل مع حسين مقيم؟
بإمكانك زيارة صفحته على الـ FaceBook أو Twitter
ومن هنا مخطوطات حسين مقيم

××

شكراً لك على هذه المقابلة الجميلة، وأتمنّى لك حياة سعيدة في ظل خدمة أهل البيت (عليهم السلام) 

أفكاري, خواطري, مقابلات

إستضافة الثلاثاء – هِلال مُحرّم

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي الزهراء محمّد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين

” صُراخنا ليس صامتاً كما يعتقدون!، بل نحن شعبٌ اختار الله له البُكاء والنحيب على الحُسين (عليه السلام)، ونُسمعُ الصخر الأصمّ صوت الدموع القانية، ألا تُشاهدون هذه العبَرات المُزدحمة؟!، أعمارُنا ستؤول إلى الأفول عاجلاً أم لاحقاً، لكننا خالدون بالحُسين عليه السلام فدموعنا ودماؤنا ارتوت منها الأرض وشيءٌ من السماء! “

 س1- كيف تصل إلينا يا هلال المُحرّم؟

          ناولني يدك أولاً، هاتها لا تخف، أصل إليكم عبر قميص مُمَزّق أحمر، وطريق مُعبّد هُرِسَت فيه جثث الأطفال والأيتام!، أنا والنجوم نتعلّق بالرياح، ونُزَف إليكم والطبول تُقرع بجنون موتى، ونشاهد رايات تُشيّد، سوداء لا حمراء!، وبعضها خضراء لا صفراء، والشمس شاحبة في الطرف الآخر من العالم، تُفكّر في الانكماش والهروب.

         نُسقى بكأس من لحمٍ كُسَرت عظامه وطُحن واختلط بالرمال في عرصةٍ تُدعى كربلاء، ونرنو بأبصارنا إلى تلك البقعة النورانية.

س2- ألا تختفي؟

          لا بل أسقي الأرض دمعاً، وأرويها حكايات، ألا تعلم يا حُسين، بأنّي أفتح أبواب نافذة الحُزن، وأُلقي شيئاً من دمعِ زينب على تلك المُدن والتلال والأرياف والوديان، وتمطر سماواتي بشيء من وجع؟ أواه .. ذكرتُ زينب!، ألا تعلم بأنني إذا اختفيت سيتوه طفلٌ مُمسكٌ بثوبه الذي امتلأ دماء؟.

س3- وكيف احتملت هذه الجُراحات؟

          أنا كائن امتلأ نوراً شمسياً، ألتحف التمرّد، ففي كربلاء قمرٌ عفّرته الخيول، وقمرٌ سحقته السيوف، وقمرٌ نُحرَ رأسه ظلماً وطُغياناً، كلّهم سجّداً على التراب، وأنا أعانق السماء، فداءً لطفلٍ يبحث عن ضياءً ليهرب من ظُلم نارِ المُخيّم.

س4- وزينب!، ألم تُفكّر كيف ستستر وجهها من نورك؟

          أخبرتُك مسبقاً، أوّاه .. ذكرت زينب، تلكَ التي أهدت قُبلة ودماء للسماء وصاحت “إلهي تقبّل منّا هذا القربان” ولم تسقط أبداً، بل زلزلت عروش الطغيان، أمّا أنا فإني رجوت ربّي الرحمن أن يُلهمها غطاءً من نور!، أو غطاءً من طين، فهي زينب بنت علي (عليها السلام)، هل تدري يا حُسين بأنّها شاهدت خيولاً عربية تدرّعت براية الإسلام وهي تسحق الأطفال وكلّ شيء حتّى الصخور والخدور!، كُلّ ما شعرت بأنّها تبحث عن ستار صرختُ في وجه الغيوم الحائرة لتقف ها هنا فوق جسد الحُسين (ع) لأنّ زينب ها هنا الآن.

س4- على عادتك هارب من الإجابات، لكنْ السؤال الآخر وأتمنّى إجابة، لماذا تحضر في كلّ عام يا هلال؟

          أومضُ في كل عام بلحنٍ من شجن، وأعلن حالة الحداد العام، فكلّ المأموريات وكلّ الحارات تسقط تحت سطوة الحزن الكربلائي، وأدثّر الكون بعباءةٍ سوداء تُغرق كُل فَرَح، وكلّ سعادة مغروسة في شهقات الأرض!.

          أحضر لأروي لكم التاريخ في كل عام، لأصنع لكم مأتماً عظيماً يهزّ الجبابرة، وفي كل عام أكتبُ الرحيل إلا أنني أبقى عاشقاً ناكثاً للعهود!، فالساعات تُشنق ولكنْ الحُسين باقي على مرّ العصور، وأنا مُحب لا يقدر على الصمت من غير الأنين!.

س5- وإلى متى؟!

          إلى أن يأمرني الرّب بالاختفاء، وأقبّل جبين الشمس وألوّح للغيمات الساهرات الراحلات.

س6- هل سُقيت أرض كربلاء من مطر الغيوم؟

          في ذلك العام 61هـ لم تُسقَ إلا بالدماء، فكانت الدماء تغوص في أعماق الأرض لتخرج من فوّهة بركان وتعانق الغيمة السمراء لتعطيها لوناً دموياً غاضباً، ومن شدّة النزف والعزف!، غادرت الدماء الغيوم ونسجت لنفسها ثوباً من السماء بخيوطٍ من نور في كل يومٍ تنزف شيئاً من ألم، صباحاً ومساء.

 س7- كلمة أخيرة يا هلال المُحرّم.

          لعلّي آتي إليكم في العام القادم أجرُّ معي راية لم تعهدوها يا أبناء آدم الجُدد، تحمل أسراراً وخبايا، لعلّي أهرب وأعود لكم دون أن تتعرّفوا عليّ، ففي كل عام يُصبحُ ظلّي بعيداً عن ضلعي!، لعلّي ألطّخ عقولكم ببقايا مَنحوتةٍ نُحتت في عالم النور الأزلي، وكل عام وأنتم تبكون زينب، يجب أن لا تنسوا  “ألا بذكر زينب تبكي العيون”.

 ××

أنا الذي أهدي أوراقي ماءً من أحداقي!