خواطري

غيوم السماء / هلمي

يا سماء ، هلمي نبكي
مولاي علي
يا سماء هلمي ، نرسم
لوحة القدر الحزينة
يا غيوم ، هلمي
نبني حيطان النحيب
ونهدم ألوان الفرح
على براكين الخوف ننام
في حواريك الأليمة
 
يا مدن يا عوالم يا حانوت الحياة
علي غيل في المحراب
 
يا غيوم السماء / هلمي
نشعل الشعر باللون الأبيض !
خواطري, مُنَوّعَة

شاهدت نفسي وحيداً

بسم الله الرحمن الرحيم

الوحدة امر قاتل ، لا أتمنى أن أراكم تمرون به في كافة أشكاله ، فهو أمر كبير نسبياً علينا جميعاً و لايمكن إحتماله ، فالذي يعيش في وحدة قد يكون الجنون زميله و قد يكون الخبل صديقه ، و هذا ما لا يتمناه المرء فأنت تكون امام جدار غريب الألوان

” هذا هو الموت الذي يقال عنه الموت “

سألت أحد أصدقائي هل يمكنك أن تعيش وحيداً لمدة ليلتين متتاليتين فقال لي الوحدة هي أن تكون بلا صديق أو رفيق أو حبيب في فترة ساعتين ، و إن عشت هذه الساعات فعليك أن تطلب الموت من الباري عز و جل ، فهو الحبيب و هو المجيب فعليك أن تكون بجواره فهو إختار لك أن تكون هناك في جنانه لا على هذه الأرض الفانية ، فأخبرته بأني مغادركم حالاً إلا إن ربي لم يستجب لي .. فأخبرني مجدداً إنك ليس ذاك الوحيد الذي تتدعي إنما أنت المجروح الذي أعني ، ذاك الذي غدر به الزمان و ترك على زنده الأوشام و الأوهام ، فرفضت أن تكون بهذا الشكل فقررت أن تكون وحيداً في خيالك ،، فقلت : و أنا ذلك الشخص الباكي الصامت الفوضوي ، فقال : لا بل أنت ذاك الباسم الفرح المرح المجنون ، بل أنت ذلك الخيال الذي لا أعرف من أين هبط في عالمي !

بدأت بالإضطراب في عصره ، فعلمت إني أمر بفترة مخاض عقلية لا يقف لها الكون إنتظاراً .. بل أنا من يجب أن يساير العالم في مسيرته الكبيرة التي تقذف بمن لا يعجبها خارج نطاق المعلوم و تدخل من يعجبها داخل نطاق الفنون .

دخل هو هو بطريقة مجنونه غريبة بلا إستئذانات أو ترتيبات أو حتى مخطوطات ، و عاش بدون أن يدفع ذاك الأجر المرغوب و بدأ يعيد ترتيب الامور و خلط الأوراق و رمى بكامل ثقله و أراد أن يضفي ضوء في نفقي المظلم و شاءت الأقدار في لحظة ما أن يغادر بلا عودة إلى اليوم ، و أن يهدم ما بناه بيده و كأن الوحوش قد سكنت المكان و دمرته بعد أن إفترست القلب !

و شاهدت نفسي وحيداً

خواطري

خذني إليك

خذ قلبي

و اصنع منه مملكةً
أعلامُها ترفرفُ
في كل أنحاء قلبي
شُعوبها من دمي و أوردتي
تُرابها من نبضان حُبي ..

طوعاً تَوَّجتُك
أميراً ..

حباً أنا سلمتُك أسرار شعبي
أحببتك و رسمت شاطئ دربك في كفي
أحببتك و جعلت من عيناك دربي

خذ حضني ..
خذ حضني قصراً ليحميكَ
إني عشقتُك فور ولوج روحك في جسدي
إني عشقتُك فارسم مني بِحاراً
و في شطآن عيناك صومعتي
و ارسم لي من كف يداك مجدافاً
و من ظل أهدابك أشرعتي

أحبك ضعها في أرفف سفينتك ..

في حضرة الحب أرتمي

خواطري

|| حــيـــدر ||

بعدها يبدأ ما يمسمى بالـ ( الرادود ) أو يمكنني جزافا أن أطلق عليه لقب ذو الصوت الشجي الثوري ..

الموكب إلا أن يخرج الدماء من ناصيته بكل رغبة جامحة و كأنها شهوة غزيزية لكي تصل الروح إلى مستوى عالي من حالة البكاء و الخوف على مولاها ( الحسين ) .. و فجأة ترى إنفجار الدم من كل الروؤس المطبرة لأجله و كل ذلك تأسياً بزينب بنت علي ( عليها السلام ) ، هذا المنظر لو تفكرنا فيه فهو يبكي الدماء الخارجة و ليس فقط العيون الشاهدة ، و لكن الأجمل من ذاك كله إن هؤلاء بعد حالة الغليان نرى فيهم حالة عجيبة و غريبة عند بكائهم فهم يبكون لا خوفاً بل حباً !
هل يوجد من لديه حسين كحسيننا !؟


فحسيننا بكى على الأعداء .. !
بإسم الحسين الطبرات ،،
و بإسم زينب العبرات ،،

و إن شاء الرحمن تلتقي دمائهم بدماءه الطاهرة ..


ودموعهم بدموعها الطاهرة
كل واحد و دينه
كلمن قوانينه
ما قلنا للناقد
لتفكيرك نعاند
و لا قلنا شاركنا
بكل ما تمسكنا
إنت إلك مذهب
بيه تفخر و تزهل

و أنا إلي مسلك
بيه ملزم مثلك
ليش انا ما أنشد
عن نهجك و عندك
ريتك تخليني
بحزني و دمع عيني
أجري الدمع و أسفح
و الثاوي بالمصرع

حيدر حيدر حيدر

 

في كل عام و في كل محرم و في كل أول عشرة أيام من محرم الحرام ،، نرى مبايعة صاخبة في الشوارعفي البيوت في الأبدان في الوجدان ،، نرى ثورة داخلية على النفس على الهوى على التأريخ على الظلم .

فنرى هناك من يقرأ العزاء ليبكي الحضور في لحظات روحانية خالصة منبثقة من حب الحسين بن علي

( عليه السلام ) .. و كيف لا و هو الإمام المعصوم الذي غدر من أهل الظلم و الظلال ، فيبدأ بقصص تأريخية حزينة ليوقظ الإعصار النائم في العقول و الأبدان ، فيثير المشاعر و تبدأ الدموع بالإطلال من بين الجفون .. و كأنهن زوار و بعدها يبدأ القارئ بزيادة رتم الحزن في كلماته و يبدأ بالقساوة على قلوب هذه الجموع الحاشدة التي تملأ المكان و فجأة ترى بركانا من الدموع يخرج ليعزي موكب الزهراء ( عليها السلام) في كربلاء ! ، بعدها يبدأ المقرئ بتهدئة الوضع كي لا يصبح دموياً منذ اللحظة الأولى و لكن البشر الباكين يرون لذة في البكاء على الحسين ( عليه السلام ) .
 
فنرى البشر كأنهم غابة منسوجة بكل أناقة عراة الصدور حاسري الروؤس يرفعون أيديهم إلى السماء و يجعلوها تهوي على أجسادهم العارية لتسجيل موقف حزين و كأنه أياديهم تقول ( لبيك حسين ) فالروح فداه و الأجمل في تلك اللحظة إنها تبدأ حزينة بطيئة ثم تنتقل إلى اللحظة الأكثر دموية و الأكثر ثورية فالكل يبدأ بالغليان و الإشتعال و اللطم بشكل سريع ووقع أقوى و فجأة تسمع ( يا حسين ) تدوي بينهم و تزلزل الأرض التي تحملهم ..