مولاي علي
يا سماء هلمي ، نرسم
لوحة القدر الحزينة
نبني حيطان النحيب
ونهدم ألوان الفرح
على براكين الخوف ننام
في حواريك الأليمة
علي غيل في المحراب
نشعل الشعر باللون الأبيض !
الوحدة امر قاتل ، لا أتمنى أن أراكم تمرون به في كافة أشكاله ، فهو أمر كبير نسبياً علينا جميعاً و لايمكن إحتماله ، فالذي يعيش في وحدة قد يكون الجنون زميله و قد يكون الخبل صديقه ، و هذا ما لا يتمناه المرء فأنت تكون امام جدار غريب الألوان
” هذا هو الموت الذي يقال عنه الموت “
سألت أحد أصدقائي هل يمكنك أن تعيش وحيداً لمدة ليلتين متتاليتين فقال لي الوحدة هي أن تكون بلا صديق أو رفيق أو حبيب في فترة ساعتين ، و إن عشت هذه الساعات فعليك أن تطلب الموت من الباري عز و جل ، فهو الحبيب و هو المجيب فعليك أن تكون بجواره فهو إختار لك أن تكون هناك في جنانه لا على هذه الأرض الفانية ، فأخبرته بأني مغادركم حالاً إلا إن ربي لم يستجب لي .. فأخبرني مجدداً إنك ليس ذاك الوحيد الذي تتدعي إنما أنت المجروح الذي أعني ، ذاك الذي غدر به الزمان و ترك على زنده الأوشام و الأوهام ، فرفضت أن تكون بهذا الشكل فقررت أن تكون وحيداً في خيالك ،، فقلت : و أنا ذلك الشخص الباكي الصامت الفوضوي ، فقال : لا بل أنت ذاك الباسم الفرح المرح المجنون ، بل أنت ذلك الخيال الذي لا أعرف من أين هبط في عالمي !
بدأت بالإضطراب في عصره ، فعلمت إني أمر بفترة مخاض عقلية لا يقف لها الكون إنتظاراً .. بل أنا من يجب أن يساير العالم في مسيرته الكبيرة التي تقذف بمن لا يعجبها خارج نطاق المعلوم و تدخل من يعجبها داخل نطاق الفنون .
دخل هو هو بطريقة مجنونه غريبة بلا إستئذانات أو ترتيبات أو حتى مخطوطات ، و عاش بدون أن يدفع ذاك الأجر المرغوب و بدأ يعيد ترتيب الامور و خلط الأوراق و رمى بكامل ثقله و أراد أن يضفي ضوء في نفقي المظلم و شاءت الأقدار في لحظة ما أن يغادر بلا عودة إلى اليوم ، و أن يهدم ما بناه بيده و كأن الوحوش قد سكنت المكان و دمرته بعد أن إفترست القلب !
و شاهدت نفسي وحيداً
و اصنع منه مملكةً
أعلامُها ترفرفُ
في كل أنحاء قلبي
شُعوبها من دمي و أوردتي
تُرابها من نبضان حُبي ..
طوعاً تَوَّجتُك
أميراً ..
حباً أنا سلمتُك أسرار شعبي
أحببتك و رسمت شاطئ دربك في كفي
أحببتك و جعلت من عيناك دربي
خذ حضني ..
خذ حضني قصراً ليحميكَ
إني عشقتُك فور ولوج روحك في جسدي
إني عشقتُك فارسم مني بِحاراً
و في شطآن عيناك صومعتي
و ارسم لي من كف يداك مجدافاً
و من ظل أهدابك أشرعتي
–
أحبك ضعها في أرفف سفينتك ..
–
في حضرة الحب أرتمي
فنرى هناك من يقرأ العزاء ليبكي الحضور في لحظات روحانية خالصة منبثقة من حب الحسين بن علي