بسم الله الرحمن الرحيم
العمل الإسلامي الشبابي الحالي يحتاج إلى بعض التقويم و الجرح و التعديل لأسباب كثيرة و منها رغبة الشباب بالتطور و النقد متاح للجميع بشرط رغبتهم بالمساعدة لتطور هذا العمل لا الرغبة في هدم هذا الأمر المميز ، طبعاً من الممكن تكوين الكثير الكثير من هذا العمل بشريطة الدخول في منظومة لها أهداف سامية راقية لا أهداف هلامية و رؤى واضحة للجميع لكي تتمكن الفرق التي تكوّنت و تألفت و تآلفت لتحقق بعض الغايات السامية و أقف هنا قليلاً ( بعض ) كلمة يجب الإلتفات لها .. حقيقةً ، فلو شاء الله لكنا مثاليين و لكنّا كما نعرف ( باحثين عن الكمال و المثالية ) ليس أكثر من ذلك ! . و تحديد الأهداف قد يصوغ مؤسسات راقية ( واقعية ) تعرف الواقع لا أن يكون الهدف على سبيل المثال لا الحصر ( تنمية المجتمع ) كم أرجو من المؤسسات الشبابية الإسلامية في الكويت تحديد الأهداف بشكل دقيق كما كٌنا نأخذ في أيام الدراسة ( فكرة رئيسة ) و ( أفكار جزئية ) أحياناً تطبيق الفكرة الرئيسية صعب جداً يكون لهذا نضع أفكاراً جزئية لنتمكن من تحقيق بعض الأمور التي يجب علينا أن نصل إليها في حياتنا هذه .
العبادة و العلم ، نقطتان لم تفترقان في الكثير من الأماكن فلنا في أحاديث ليلة القدر و فضلها أسوة حسنة فهناك الكثير من الروايات والأحاديث التي تنادي بإكتساب العلم في تلك الليلة العظيمة لما للعلم من منزلة عند الله تعالى ، فبالعلم تسمو الأمم في شتّى المجالات ، لهذا أرى العلم ليس ( دينياً – فقهياً ) بل العلم جميع العلوم فلو تتبعنا التاريخ لشاهدنا جامعة الإمام الصادق عليه السلام خرّجت ابن الحيان و عبقريته في الكيمياء و غيره في الطب و العلوم الحياتية و العلوم الجغرافية و الكثير من العلوم التي لا تصنف على إنها علوم ( دينية ) بحته ، فلهذا يمكن القول بأن اللعب صنف من أصناف اللعب ( لو ) تمكنا من ضبطه و السيطره عليه بشكل مميز و فرض أسلوب راقي للتعامل في الملاعب بين الأصدقاء و ذلك لتحقيق قضية ( القدوة في الأخلاق ) لا ضرر أن تكون القدوة رسول الله صلى الله عليه و آله أو الأئمة الأطهار أو غيرهم من الأصحاب المنتجبين كما إنه لا ضرر أن يكون هناك مثالاً يحتذى به في الحياة عموماً و صديق يجرني إلى الجنة أفضل من صديق يجرني إلى النار .. و هذه هي حكايتي اليوم .. ! ، أختلف مع من يقول بأننا نمتلك عملاً شبابياً إسلامياً صلباً في الكويت و أختلف مع من يقول بأن هذا العمل أصبح الآن ( بلا فائدة ) و لا يمكنه أن يكون ذا فائدة ! هذه نقطة القنوطين الفاشلين .. التطور و التطوير يطال جميع الأماكن و جميع مراحل الحياة فما الضرر في نقد هذا العمل و العمل على تطويره ليناسب الأفكار الإسلامية و الأهداف الواعية بدل التطبيل و التهليل على فشله أو فشل أسلوبه .
المعارضة الفعلية بالكلمات المنطقية هي الفعّالة لا الزعيق و الصراخ و استخدام كلمات تنبئ بمعركة بين الأصدقاء هي الحل رغم تقصير العمل الشبابي الإسلامي في الكويت إلا إنه لديه بعض الأبناء الذين يعتبرون مثالاً رائعاً في الحياة و يضرب بهم المثل في الإلتزام في الأخلاق و طيب المعشر ، و عبقرية الكلمات و جودة الأدء في مجمل حياته ، حقاً أنا أفتخر إني ابن هذا العمل الشبابي الإسلامي في الكويت ، له من الفضل عليّ ما لا أتمكن من وصفه بمجموعة كلمات ، يكفيني صداقاتي التي اكتسبتها في هذا المجال الذي لم يحرمني من الأصدقاء الذين لم أتمكن من إيجادهم إلا هنا و لأهداف راقية أجملها ( عشق النبي و أهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين ) كم هي حياة جميلة لها رائحتها الخاصة فعراكها ينمينا و غضبها يعلمنا كبح الجماح و من يشعر بأنه ضيّع عمره في هذا المجال عليه بإعادة ترتيب عقله و أفكاره كي يصل إلى إنه تجارب الحياة حتّى الفاشل منها هو فائدة لك .. فأنت لم تولد في الأرض و أنت تعرف مصيرك أو أن تكون من المصطفين الأبرار ! فأنت مجرد إنسان يحاول و يحاول و رب العباد يجازيه .
لا يوجد في الكون أجمل من كلمة طيبة تهدي بها إنساناً إلى الصواب بعد أن كان غارقاً في الخطأ ـ نعم هناك تقصير كبير تجاه التنظيم لهذا العمل و التخطيط السليم له و لكنه فعلاً يحتاج إلى عقل مبدع يعرف ربط الجوانب كلها في ساعات محدودة يمنحك إياها هذا العمل في حياتك .. لا إلى عقليات متزمتة و لا تقبل الآراء المختلفة التي تطرح في هذا المجال ، لتكن لدينا بعض القراءات في كتب علم النفس و كتب الإدارة الروحية ( و ليس فقط الإدارة التنظيمية ) و إلى الآن لم أجد شخصاً حقاً همه العمل الشبابي الإسلامي ليقود هذه المسيرة .. و لكنّي على ثقة بأن هذا الشخص سيتواجد قريباً .. بحلة مبدعة مفكرة لينقل هذا العمل من التقوقع في مركز محدد في منطقة واحدة إلى مركز عالمي ( لا أبالغ ) يعرفه القاصي و الداني .
لا أجد إلا كلمة ( شكراً ) لتعبر عن ما يخالط صدري من مجمل كلمات كثيرة ، لمن قرأ و لمن أصبح الألم في الحياة الإصلاحية لذاته و لبقية العالم متعة و لذة ما بعدها لذة و طاقة يحولها من القدرة السلبية إلى الإيجابية ، و لجميع من يضع لمسات و همسات في هذا العمل الكبير الذي ما هو إلى إمتداداً لثورة رسول الله صلى الله عليه و آله على النفس البشرية الدنيئة و تبديلها بنفس متمكنة صلبة قوية . فمذ تلك الومضة التي أضاءها لنا نوره الشريف .. و الكون كله أصبح يعتمد على خلط الخبرات من كبار القوم و العلية و شبابها و فرسانها ، فمنه لتكن لنا قوة .