لديّ رغبة بأن أكون أحد أكثر الكُتّاب شُهرةً في المحيط الذي أعيش فيه، ورأيت في يومٍ ما حُلم حول قدرتي على التأثير بمن يقرأ حرفي. ذات يوم استيقظت من منامي وكُل شغف اتجاه فِكرة أن أكتب نصاً لا يُمكن لقارئه سوى الشعور بالدهشة، التصلّب، الخوف، الضحك، الرغبة بالهرب، لكن ..
عندما يأتي الأمر للكتابة، فالوضع مُختلف جداً، إنها بحاجة إلى عملية أسمّيها “اجلس واكتب نصّك أيها الإنسان” وهذا الأمر صعبٌ جداً، فكُل المُشتتات يُمكنها الحضور إليّ في تلك اللحظة، صوتُ أطفالي، أمور مُعلّقة لم أنهيها مع العائلة، صوتيات تأخذني إلى عالمٍ بعيد عن المكان الذي أريد التواجد فيه، وفي كثيرٍ من الأحيان أدعّي عدم وجود وقت ملائم للكِتابة، تلكَ هيَ عادتي عندما أرغب بالتهرّب من عملية الكِتابة.
من السهل التفكير بالكِتابة، التفكير بقصّة ما، بنصٍ يحرّك المشاعر، سهل جداً تخيّل الحروف وهيَ تُطبع على الشاشة، والأسهل هوَ الشعور بالانتصار على الصعوبة المفترضة للكِتابة، وأحياناً أتوقّف عن الكِتابة بداعي أنني لستُ جيّداً كفاية لأكتب النص الآن، فقط أتجاهل الفِكرة التي طرأت على عقلي، والأسوأ من ذلك بعد عملية التخطيط لكِتابة مقال أبدأ بالتذمّر ورمي الأوراق بوجه كُل من يحاول تشجيعي، أتكئ على كسلي كثيراً في عالم الكِتابة، لأنه يُنجيني من مُحيط قد أغرق في شِبر منه.
لا أحد يهتم
هذه الحقيقة التي يجب على كُل كاتب حفظها، فلا أحد فعلياً يهتم سواء أنّك كتبت أو لم تكتب، يفتقدك البعض -أعلم بهذا الأمر- لكنّهم لن يأخذوا بيدك لتكتب، أو لتُفكّر بنص جديد، إنهم ببساطة يهتمون بكِ حين تكتب، أما حين تتوقّف أو تتكاسل فإنهم حتماً سيجدون من يكتب لهم نصوصاً تصنع أيّامهم، فالحياة لا تنتظرك لتقرر أيّها الكاتب.
لماذا؟
لأنّ القرّاء عادةً يقرؤون نصوصاً ليتحصلوا على النتائج سواء كانت عبر الإلهام أو عبر الأفكار، المُهم أنّهم يتمكنوا من فهم أمر ما، أو ينفجر لديهم سؤال ما. حكايتك التي تعتقد أنّ الكُل بانتظارها هيَ لا تعني لهم شيء إن لم تُكتب على ورق، إن لم تكن نصاً له منطقه الخاص.
لديّ رغبة بأن أتخلّص من كُل ما كتبت، وأتوقف عن مشروع 365 لكنّي أعلم، بأنّ الكاتب الساكن في عقلي سيُبقي ضميري مُعذّباً، فكُل كلمة كُتبت هُنا هيَ لي بالدرجة الأولى، ولكم بالدرجة الثانية، أن تكون كاتباً أن تكون قارئاً جيّداً، لا تصدّق أيّة وصفة حول الكِتابة إن لم تتضمّن القراءة بشكلٍ عام.
هل تكره القراءة؟ أخبرني ما الذي لا يعجبك فيها.
كلام منمق و بسيط بنفس الوقت يدخل الى القلب من غير استئذان
واقعيتك تعجبني و اتمنى منك الاستمرار