أعمالي

حَرقُ دار الإمام الصادق (عليه السلام)

1

لطالما شغلت عقلي أجواء المُجتمع الذي تمكن من “حرق دار #الإمام_الصادق (عليه السلام)” حاولت صنع مقاربة مُتخيّلة للوصول إلى نفسيات المُجتمع آنذاك فطالعت شطراً من التاريخ وتدارستُ حالة صناعة “فِكر القطيع” الذي يتبع كُلّ ناعق، فلم يكن أمامي إلا مُجتمع تهاوى أمام مغريات الحياة كالأموال والفتوى المأجورة، لم يصمد في ذلك المُجتمع المدني إلا نزرٌ قليل تتلمذ على يد جامعة أهل البيت (عليهم السلام)، صمد عقدياً وفِكرياً أمام هجمةٍ جماعية مُدمّرة صُنِعت بفعل فاعل خوفا من امتداد سلطان جعفر الآل على قلوب البشر.

2

صنعَ الإمام الصادق (عليه السلام) رجالاً قادرين على مقارعة الطُغاة والمنحرفين فكرياً وعقدياً وفقهياً فلم يصمد أمام متكلّمي الشيعة أيُّ مُناظِرٍ أو حاقدٍ على مدرسة أهل بيت محمّد (صلى الله عليه وآله)، ولم يَكُن هُناك مجالٌ للشك في قُدرة الإمام الصادق (عليه السلام) على إيقاف أيّ انحرافٍ فكري، أو أيّ مدٍّ جائر يحاول طمس الإسلام الحنيف وتعاليم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بدّد فعلياً كُل شبهة، وأزال الغُمّة عن أيّ مُسلمٍ باحثٍ عن الطمأنينة.

3

ثورة فِكرية عقدية رصينة قام بقيادتها، لم تكن هذه الثورة بسيطة بل مُعقدّة واحتاجت لامتداد رساليّ كبير منذ عصر خاتم الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين النبي الأعظم محمّد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله) وصولاً إلى الإمام الصادق (عليه السلام) فلم تكن هذه الثورة بمنأى عن رسالية الإمام علي أو الإمام الحسن أو الإمام الحسين أو الإمام زين العابدين أو الإمام الباقر (عليهم السلام) بل كانت امتداداً طبيعياً لما كان يُمهّد له، فبناء الإنسان يحتاج إلى فترات طويلة وتغذية متنوّعة، فلم يكن الإنسان آنذاك خاوياً روحياً بل ممتلئ ويملك زاداً ينفعه، كما أنّه كان قوياً لا يهاب موتاً أو تغييباً إلا إن كان مأموراً من الإمام (صلوات الله عليه). لم تكن فترة هادئة أبداً بل كانت رحلة مُلِأت بالمخاطر.

4

نخمشُ وجه الحياة، ونقارعُ اليأس بحثاً عن قُبّة تحتضن المراقد، سنعود وإن طال الزمان، ونقف على أرجلنا بعد أن كُسرنا، ونعيدُ الكرّة، نرفع تلك المنائر، ونُرفرف الرايات، وإن طال الزمان، بأبدانٍ كلّت الحياة ولم تهرب، بعقول ذهلت مما جرى ولم تتعطّل، بقلوب مهشمّة تحمل في طيّاتها كُل آهات العصور ولا تزال قادرة على النبض.

5

أيّها الحُزن اكشف لي عن جَزعِك، فالصبر مات.

نُشرت بواسطة حسين مكي المتروك

ضع تعقيباً ..