لن يُروى هذا العطش، ولا تملّ هذه الأبدان، هيَ مُشتاقة ومُستعدة للفناء في خِدمة الإمام الحُسين (عليه السلام)، هُم مُخلصين بشكلٍ لا يُمكنني وصفه، هُم مجانين –عُقلاء- تجدونهم منذ اللحظة الأولى يقارعون الوقت لإقامة أفضل مأتم عزاء، منذ الليلة البِكر، تلك التي ترفع هلال الموت على صدرها، منذ تلك اللحظة ترى الحُزن وهوَ يتمثّل في هيئة بشر، تراهم عُطاشى وما هُم بعُطاشى، هُم يشتاقون للتقرّب من الحُسين (عليه السلام).
خُدّام الإمام الحُسين (عليه السلام) هُم أنتم، جميعاً، من يحضر المجالس، من يُساهم بكلمة لإحياء الشعائر، من يشجّع الآخرين على صُنع شيء لأجل الإمام الحُسين (عليه السلام) أن تتنفّس وأنت مكروب لأجل اسم الحُسين، أنتَ بشكلٍ ما خادم من خُدّام هذا الاسم المقدّس، لا تتهرّب من هذه الخدمة العظيمة، فالأيّام تمضي والعُمر ينقضي، ولا تعود بنا عجلة الحياة أبداً، في كُل لحظة نشعر بالتقصير فيها علينا بذل المزيد، هل تعرف شخص يمتلك مهارة في أمرٍ ما؟ أخبره بأنّه مُهم ويُمكنه الخدمة عبر هذه المهارة، ولا أخصّ هُنا الفنون المُختلفة بل وحتّى الأطبّاء يُمكنهم الخدمة، المهندسين يُمكنهم هذا الأمر كذلك، والإداريين المتخصصين يُمكنهم أيضاً خدمة الإمام الحسين (عليه السلام) وتطوير المجالس الحُسينية لتكون أكثر تقدّماً وعطاءً.
كُل شخصٍ مسؤول، أنتَ مسؤول عن الخِدمة، لأنّك إنسان تُصلّي وهذه الصلاة العَظيمة أنقذها الحُسين (عليه السلام) من الهلاك على أيدي الطُغاة، وفي كُل صلاة أنتَ مدين لدمه الطاهر، هذه الخدمة رسالة وصلتنا منذ مئات السنين، ونحن مسؤولين بشكلٍ مباشر، دون رميها على الخُطباء أو الرواديد أو الشعراء أو … الخ، هؤلاء جُزء من الرسالة، نحن من يصنعهم، نحن من يُخبرهم بأننا ندعم إبداعاتكم، هذه المسؤولية ثقيلة، خطيرة.
- أين كُنت؟
- جنب النهر.
- ..
- شججت رأسي.
لا يوجد لون مُحدد من ألوان الخِدمة، أخذك طفلك إلى المجالس الحُسينية وتعليمه ممارسة شعائر حُسينية مثل اللطم والبُكاء والتطبير وغيرها من أشكال الجزع على سيّد الشهداء (عليه السلام) هوَ خدمة مُهمّة للأجيال القادمة، هُم حملة الرسالة التي ستصل إلى المستقبل، فتفكّر ماذا سترسل معه؟ خِدمة وعطاء، أم جفاء؟ وتذكّر .. “إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد ابداً”. وهذه الحرارة تتقّد في القلوب بممارسة الشعائر الحسينية والخدمة العظيمة.
وفقكم الله في خدمة رسول الله و أهل البيت عليهم السلام