حِكاية البداية:
عاش حياة مثالية إلى أن اصطدم بواقع مُغاير كان مُخبّأ عنه، كان يشعر بأنّه شخصية تمتلك الكثير من التأثير على المُحيط الذي يعيش فيه، وقرّر البقاء على قيد التعلّم منطلقاً في رحلة القراءة، مُقترباً من كُل الأصدقاء المحيطين به، ومن تجاربه كانوا يستفيدون بشكلٍ ما، بطريقةٍ ما، كان الأمر مُمتعاً بالنسبة إليه -أعرفه شخصياً- كان يقدّم الكثير من الخدمات بشكلٍ مجّاني، لا يسعه قول “لا” للكثير من أصدقائه، كان مُلهماً لنا جميعاً نحن الذين كُنّا على مقربةٍ منه، إن تحدّث أنصتنا، إن كتب رسالة لنا عبر الـ SMS كُنّا نعيشها لا مُجرّد قراءة، بل نحاول تقليده، لأنّه كان رائعاً.
هذا الرائع، توقّفت حياته الرائعة، لم تستمر، كذبوا عليه، خبأوا كُل الغِل الذي يعشعش في قلوبهم سنيناً طويلة، كُنت أراهم أمام عيني يقذفونه بكلمات لاذعة، فقط لأنّه مميّز، رأيتهم يهابونه لما يمتلك من حُجّة، كان مُختلفاً إلى أن اكتشف المسرحية، إلى أن وصل إلى نقطة التعادل، نقطة اكتشاف الكَذِب، توقّف -عنّا- ورحل، إلى أماكن أكثر جمالاً وأقلّ وحشية، وبقينا نذكره بالخير، ونتحسّر على لحظات أكله وهوَ حيّ.
صوتٌ أخر:
يقول الإمام علي (عليه السلام) في كلمة عظيمة جداً كلمة نحتاج إلى ترديدها في كُل حين، كلمة هيَ درس من دروس الحياة، وقد تكون هيَ منهج حياة
“خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ”
هذه المُخالطة هيَ ما تجعلني أتذكّر ذلك الإنسان المُلهم، حتّى في أحلك الأوقات، مُخالطة فيها أحبب لغيرك ما تُحب لنفسك، وحُسن الظن، مُعاشرة لا نفاق فيها، لا صدامات مُخلّة بأدب الإسلام، هل أنتم تؤمنون بأنّكم خالدون؟!، لا بل نحن إلى ربّنا راحلون، ولهذه الحقيقة التي لا يمكن الفرار منها علينا البحث عن طريقة لتطبيق كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام)، هل تعرفون أشخاص ماتوا فبكيتم عليهم؟ أشخاص تعيشون معهم ويحنّون إليكم؟ سارعوا إلى الخيرات، فهيَ أقرب إليكم في هذه الليالي العظيمة.
××
أسعد الله أيّامكم بذكرى ميلاد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأسأل من الله لي ولكم أن نكون ممن خالطوا الناس مخالطة إن متنا معها بكوا علينا أحبابنا وأصدقاءنا، وإن بقينا أحياء يحنّ إلينا هؤلاء بفضل منه.