لم أكن أتصوّر حياتي بعيداً عن الكتابة، في الفترة الماضية قضيت ما يقارب الشهر دون وجود الكتابة فعلياً في حياتي، وبشكل تلقائي هربت القراءة المنتظمة منّي، دون رغبة منّي بذلك، بل كُنت أبحث عن الكتابة أو القراءة في كل تلك الفترة، إلا أن الكتابة لم تحضر ولا القراءة وهذا سبب تراكم للمعلومات القديمة في عقلي، وخمول لم أشاهده في حياتي أبداً، وصل هذا الخمول إلى كُل نشاطاتي التي أمارسها، نعم كُنت ذلك الشخص الذي أصيب بفايروس الاحباط والملل خلال الشهر الماضي!.
يبدو أن تأثير الكتابة عليّ قاسٍ جداً، فمتى ما هربت من بين يدي، شعرت بالغربة حقيقةً، شعرت برغبة بالانتحار!، فقدت إيماني بكل شيء، وصلت إلى مرحلة اليأس من هذه الحياة، شاهدت ذلك الوشاح الأسود يتحرّك أمامي ويسحبني إليه، يغريني بالبقاء في مرحلة الظل، وأحياناً كان يجبرني بقوّته على البقاء بعيد عن الأعين، مدغدغاً كُل أشكال السعادة المؤقتة في قلبي!، للكتابة أثر كبير في حياتي، هيَ من صنع شخصيتي التي تظهر أمامكم، الكتابة هيَ التي أهدتني الكثير من الأصدقاء، الكتابة هيَ التي صنعت لي أعداء لا أعرفهم!، هي فعلياً حياة عُظمى عشت لحظاتها، وأشتاقها، أشتاق خطورتها، أشتاق جنونها، أشتاق سيطرتها على النص الذي أكتبه!، الكتابة فعل مجنون يُبعدني عن حياتي، يسرقني هذا الفعل من أشياء مُهمة يضعني في مكان لا أعرفه، ويتركني لوحدي، ولكنّي أبحث عنه، لستُ أدري إن كان فعل الكتابة يبحث عنّي أيضاً!، ولكنّي مُتيقّن بأنّه أضاع طريقه في الفترة الماضية، لم يجدني، ولم أجده، وقررت الكتابة رغماً عن أنفه.
هل الكتابة فعل عبثي؟ لستُ أدري، وكل ما أعرفه عنها أنّه عمل مُلهم يقودنا للبقاء على قيد الحياة ولكن بطريقة مبدعة، لستُ أدري هل الكتابة هيَ من تصنع حياتي؟ أم أنا من يصنع هذه الكتابة، رغم أنني قدّمت الأضاحي لهذه الكتابة إلا أنّها لا تزال تقاتل لتبقى بعيدة عنّي كُل البُعد، قدّمت الوقت، وقتلت رغباتي بتعلم فنون التصميم الغرافيكي، لتبقى حياتي مُحاطة بفكرة الكتابة التي تبتكرني في كُل مرّة!.
—
في الفترة الماضية كُنت لا أكتب، لا أقرأ بشكل جيّد، إلا أنني تمكنت من الذهاب إلى أنيس النفوس السلطان إمامي علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، واستمعت بثلوج مدينة مشهد المقدسة مع الأصدقاء، هُناك تعلمت أنّ حياتي مندفعة ومليئة بالثغرات التي تركتها في لحظة انغماسي في اللحظة التي أعيشها، وبعدها مباشرة عشت لحظات مؤلمة ورائعة في نفس الوقت، كانت قيادة مُخيم الصادق (عليه السلام) – الرابع – مُهمة ثقيلة جداً، لم أكن أتصوّر أن القيادة ستصبح عبئاً عليّ في يوم من الأيّام، إلا أنّها كانت، وآذتني كثيراً، إلا أنني تمكنت من الوصول بسلام إلى نهاية المُخيم، وذلك كُله كان بعون الأصدقاء والرفاق في المُخيم.
—
شُكراً لكل من ساندني للعودة، شُكراً لكل من سأل عن التوقف، شُكراً لكل من فكّر بإرسال رسالة دعم ..
الله يوفقك في عالم القراءة و الكتابة
جميل جدا هذا الوصف
و التشبيه خيالي و جميل
احب اقراء ما تكتب دائما و احب استمع الى تقوله انت غيرت حياتي
بسم الله خير الأسماء … بسم الله رب الأرض والسماء
نؤمن وبيقين تام أن عناية الله وخيرة خلق الله محمد بن عبدالله وآله الأطهار تُظلل عليكم بردائها
معكم تعلمنا كيف نجتاز الحواجز وكيف نحطم قيود الإحباطات والعوائق
بِذرّات حبركم و جزيئات حروفكم ذبنا في كيمياء القراءة والكتابة …
وصغنا لنا معادلات حياة مبتكرة …مبدعة … مجنونة أحياناً
حريٌ بنا أن نحمد الله ونشكره دائماً على عطاياه التي لاتُضاها
ونشكركم على كونكم أنتم هكذا بأفضل حالاتكم وحتى في تقلبها
لكم منا الدعاء الخالص الدائم بحق محمد وآل محمد
أن يفتح الله لكم مصاريع الخيرأوسعها
ويوفقكم ومن ضيائه ينيركم