ذكرياتي

سبعة أعوام .. تدوين

كُنت هُناك بالقرب من حفرة الفشل والملل، أبحث عن رحلة تقودني إلى عالمٍ آخر أكتشف فيه الجديد، وكأنّ هذه الأرض لا تحمل بين طيّاتها كل الجديد في كل لحظة، عندما كُنت أشعر بأنّ رحلتي هُنا على هذا الكوكب انتهت وأنّ وجودي أصبح بلا معنى حقيقي، اكتشفت أنّ الروعة كلّها تتواجد على المقربة من النهايات!، هُناك اكتشفت أنّ الكتابة هيَ رحلة تنفّس حقيقية في هذا العالم، يُمكنها نقلي إلى كلّ مكان، وفعلاً تمكنت هذه المُسماة (كتابة) من أخذي إلى كواكب بعيدة، كما أنّ أختها (القراءة) غذّت طاقاتي باستمرار، هُناك بقيت إلى اليوم!.

منذ اللحظة الأولى قبل سبع أعوام قررت أن تكون هذه المدوّنة هيَ غُرفتي المبعثرة، غُرفة مُختلفة تتواجد عبر شبكة الإنترنت، أكتب فيها ما أحب، دون قواعد أو محاولة لتجميل ما أضعه هُنا، -يُمكنكم مراجعة الأرشيف وستجدون ما يُضحك-، وهذا القرار رغم كُلفته العالية إلا أنّه صنع (حسين مكي المتروك) الذي تعرفون، فلو لم تتواجد هذه الغرفة لما كُنت قرّرت التقدّم خطوات إلى الأمام، قبل سبع أعوام كانت الفكرة الأولى للتنحّي عن منصة التصميم الجرافيكي والتوجّه ناحية الكتابة بشكل مكثّف، -البعض يصف هذا القرار بالأغبى في حياتي والبعض الآخر يقول إنّه الأفضل، سأبوح بالكثير اليوم فكونوا بالقرب-، على الرغم من كل هذه المتناقضات إلا أنّ المُهم أنني لازلت أسبح في محيط واحد، محيط الكشف عن النفس البشرية العظيمة، كما أنني اكتشفت أنّ الكتابة ضرورة قصوى ودواء يومي لكافّة المشاكل التي تحيط بنا!، قد يقول قائل: “مبالغة” أقول: جرّب وستعرف ما أقول ..

قبل سبع أعوام لم أكن أمتلك أدنى فكرة عن أنني سأكون كاتب روائي!، كُنت أقرأ بعض الروايات، وبعض الكتب الجميلة التي تقع عليها عيناي، إلا أنّ المدوّنة هذه كانت البذرة الأولى لكتابة شيء جديد، لم أكن أخطط قبل (كتابيَ الأوّل) جئتك، بل جاءت كلّ خُطط التحوّل للكتابة بشكل كامل بعد جئتك، هذا الكتاب الذي لا يزال يقوّمني، على الرغم من ضعف المفردات وكثرة الاستعارات إلا أنّه كان مشاعر صادقة لا يُمكنني شرحها إلا عبر كتابة حروفه مُجدداً!، أنبتت هذه المدوّنة ثلاثة كُتب إلى الآن والكثير من الأفكار الخاصّة التي طُرحت علانية، كما أنّها مؤخراً أنبتت مُجتمع جميل جداً يُسمّى مدوّنون وهذا المجتمع فكرة قديمة طُرحت مرّة بعد مرّة إلى أن وصلت إلى التطبيق الفعلي.

العام الذي مضى كان حافلاً بالأحداث والاكتشافات، فابني الصغير علي أظهر علامات جديدة كان علينا كعائلة التعامل معها، وأحمد الله وأشكره على عظيم عطائه ومنّه عليّ بأن جعلني مُحاطاً بعائلة عظيمة في العطاء كعائلتي، فلولا وجود كلٌ من أبي وأمّي وزوجتي وأم زوجتي وأب زوجتي لما تمكنت من فهم ألغاز الأطفال، وأشكر الله أنني أحب القراءة، فعبر القراءة تعلّمت الكثير عن هذه المخلوقات الصغيرة المشاكسة، في العام الذي مضى فقدت بعض الأصدقاء وأهملت بعضهم! وأصبحت علاقتي ببعضهم أقوى –هذه هيَ الدُنيا-، ولكنّي لن أقف ساكناً هكذا، بل سأحرّك المياه الراكدة في عقلي مُجدداً، سأعيد بناء صداقاتي بشكل مُختلف، سأكتشف المزيد، وأعرف المزيد، فمن دون الأصدقاء لا يمكنني التحرّك خطوة للأمام، في العام الذي مضى رحلاتي خارج البلاد توزّعت على إيران لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام) والعراق للزيارة الأربعينية الخاصّة بالإمام الحسين (عليه السلام)، ودُبي للسياحة والتفكير بالأمور التجارية، وقبل وصول ذكرى ميلاد مدوّنتي تعلمت بعض فنون التصوير الفوتوغرافي في محاولة للعودة لساحة الألوان، وكان التشجيع بشكل مباشر وغير مباشر من أخي وصديقي يوسف المهنا، الذي حاول إعادة إحياء قدراتي التي اكتسبتها عبر الممارسة في عام الفوتوشوب.

مع بداية هذا العام، أحب أن أعلن لكم بأننا تمكّنا من اصدار رخصة (دار نشر وتوزيع ودعاية وإعلان) وقريباً سأعلن لكم عن اسمها وعن شروط قبولنا للأعمال الأدبية فيها بشكل عام، وعن بعض خططنا وابتكاراتنا للدعاية والإعلان، كما أنني أحب أن أنوّه أن حلقات البودكاست ستعود في وقت ما، وهوَ وقت مناسب إن شاء، بحلقات متفرّقة من هُنا وهُناك، وقد أشكّل فريق لإعداد الحلقات، كونوا بالقرب.

مع بداية هذا العام الجديد للمدوّنة، أحب أن أشكر كُل من ساندني من أصدقاء في الواقع أو عبر الشبكة العنكبوتية، وأعتذر لكل من قصّرت في حقّهم في الحياة، وأعتذر عن كلّ كلمة فُهمت بشكل خاطئ، وأتمنّى مِن مَن يشعر بأني أسأت له مراسلتي بشكل ما.

والله وليّ التوفيق ..

نُشرت بواسطة حسين مكي المتروك

رأي واحد حول “سبعة أعوام .. تدوين”

  1. Eng_313 يقول:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حينما زرت كربلاء للمرة الأولى قبل عامين،،
     وفي آخر يومٍ لي في وادي السلام،،
     ،، كنت أفكر بالكتابة ونقل كل إحساس  تملكني في هذه الأرض المقدسة
    حتى وضعت يدي على درج غرفتي في الفندق،،
    وضعت يدي على “جئتك”،، ربما قد نسيها أحد عشاق أميري علي عليه السلام،،
    قد كانت هذه المرة الأولى التي أسمع فيها عن حسين المتروك وبدأت بمتابعة أعماله
    بدأت بالقراءة ولم أتركها حتى حان موعد سفري ووداعي لحبيبي أميرالمؤمنين،،
    ما إن عدت إلى الكويت حتى انطلقت لشرائها من إحدى المكتبات لأواصل مسيرة الدموع،،
    أخي “حسين المتروك”  لقد نقلت كل ما أردت نقله،،
    مع كل حرف ٍ دمعة
    أصبحت أجد نفسي أتصفح “جئتك” كلما اشتقت لعراق علي والحسين عليهم السلام
    رواياتك هي الروايات الوحيدة التي أقرؤها باللغة العربية،،
    ما إن أفتحها حتى تحلق روحي إلى جوار آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين…
    نتوق لسماع المزيد عن دار النشر والشروط،،
    وجميل أن نرى تأثيرك الإيجابي على الشباب،،
    وفقكم الله وسدد خطاكم للمزيد والمزيد من العطاء في خدمة آل محمد عليهم السلام

ضع تعقيباً ..