إلى/ كوادر مخيّم الصادق (عليه السلام) الثالث ..
قبل أعوام كُنت في مكانكم، أبحث عن الإتقان والتميّز، أبحث عن الجديد في أداء المهام، أبتكر مهاماً جديدة علّي أكتشف شيئاً جديداً في حياتي، تعلمت في ما مضى بأنّ العمل الرسالي هوَ عمل دائم لا ينتهي حتّى بالنسبة لمن تركوا مجال العمل الشبابي، استمروا في أداء رسالة الحياة الخاصّة بهم، وفي هذا العام أؤمن أنا بأنّنا وصلنا إلى مرحلة أصبحنا فيها رقماً مميزاً في مُجتمع الأعمال الشبابية، قد نمر بصِعاب كثيرة، ولكن صدّقوني بأنّ الأصعب مضى وانتهى، قد تكون الظروف قاسية جداً، لا تقلقوا اعتدنا أن نكون أقوى من الظروف، فإما هيَ تنكسر وتذلل أو نبتكر طريقة للتعامل معها، لعل ما هوَ أسوأ من الخوف، هوَ التجمّد، وكما أعرفكم واحداً واحداً، أنتم أهل الانجازات.
هل تريدون التميّز؟
بدايةً ابدؤوا بأنفسكم، فأنت عزيزي مسؤول عن نفسك بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية بهداية الناس، فأن تكون ذو شخصية قويّة ولكنك لا تحمل في داخلك رغبة لإصلاح ذاتك فأنت في مأزق، أخبر أهل الخبرة وأهل الاختصاص ليساعدوك في حل هذه المعضلة، واحذر خداع الشيطان، فلا تتقبّل مستواك أبداً، أنت بحاجة للتطوّر باستمرار فالحياة تتقادم، وأنت يجد أن تتقدّم خطوات إلى الأمام، وإن كُنت تبحث عن طريقة سريعة وأكثر عملية للتميّز، ابحث عن قدوة وافهم خطواته وطبّقها على أسلوبك، ولا تنسَ بأنّك شخصية فريدة من نوعها، فكُن مع الحَق ولا تكن مع القوّة، قد تظهر أمامك مواقف بحاجة لقرار سريع منك في لحظات المخيّم، وأنتَ شخص صاحب قرار، عليك بالحذر من الأهواء، واختر الطريق السليم عبر اتباع تعالم أهل البيت (عليهم السلام)، ولعل أهم خطوة في هذا المخيم هيَ .. استباق الخيرات، فكُن من الذين يقدّمون الخير على كلّ شيء، اهدم الصراعات لتتمكن من التنافس، فبوجود الصراع ستسقط في وحل الأمنيات ونحن لا نتمنّى، بل نسعى نحو الهدف، ولكي تتمكن من هذه الأمور، عليك بالتوكّل على الله وشحذ همّتك، وأن تكون صاحب إرادة حديدية، فالإرادة هيَ معول هدم الصعاب في هذه الحياة.
من حقوقكم ..
أن يتم اشراككم جميعاً في الانجازات، فلا يقتصر نجاح العمل على القائد أو على المخطط أو المفكر أو العامل أو … أو … بل الجميع هُم من صنع هذا الإنجاز، فكل تفصيل مُهم وكلّ عمل مُهم، ولا يوجد ما هوَ ثانوي، كلّ الأمور أساسية للوصول إلى التميّز، ولأنه لا يمكن تقديم الهدايا في كلّ مرّة، أهديكم كلمة ملهمة عظيمة تفكّر بها جيّداً وستعرف ماذا تصنع “وتحسب أنّك جُرمٌ صغير؟ وفيكَ انطوى العالم الأكبر” قالها مولاي أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) لتكون رسالة من قديم الزمان إلى قادم الأيّام، كما أنّ القيادات عليها الانتباه والالتفات إلى أنّ المبادئ هُم المعنيين بتطبيقها بدايةً قبل الجميع، من حقوق الكوادر جميعاً أن يشعروا بأنّهم جزء من العائلة الكبيرة، عائلة الصداقة والعمل الرسالي.
ختام،
هذا العمل منكم إليكم، وكلّ شيء فيه مُهم، فاجئ وأمتع، واترك بصمة، وأطلق الشغف في كلّ مكان، فأنت تستحق الأفضل، ومن هُم حولك يستحقون الأفضل، وأسعد الله أيّامكم في هذا اليوم المبارك ..
خادمكم الصغير/
حسين المتروك