لم أكن قريباً، كُنت أبعد من البُعد بحدّ ذاته، جرفتني الحياة لزَاوية أسوَأ من السيئة، خُضتُ حروباً بالوكالة، دَخلت معاركاً دفعتُ فيها غالي الثمن رَغم أنّي كُنت قائداً لقوّات جسمي المُنهك، سقطت في وَحْلْ الصمت من سنين، لم أكن أنا .. أنا، كُنت كالضفدع الذي يُقرر طبخه في قدر الماء البارد، أنتظر لحظة السخونة للقفز إلا أنني لا أشعر بهذه الحالة أبداً، فالحرارة مُتدرّجة، كُنت كالطير المحبوس في غرفة إعدامه، أغرّد سعادةً ولا أدري أن ما يحصل حولي هوَ الانتحار البطيء بعينه، قرارٌ تأخّر كثيراً، جنونٌ هوَ ما صنعته في حياتي، وجبروت عقلي دمّرني، لم أكون أحاول إشعال قلبي، أخمدت الغضب وسيطرت على الحب وحبست الود في رُكنٍ مُغلق، وقررت اغتيال الأشواق، صنعت ما صنعت ولم أفلح، فتارة أطعن من الخلف وتارةً أخرى يَغرس أحدهم أنيابه في صدري، ليأتي شخص آخر ويدمي خاصرتي بخنجر الكلمات، لم أجدني في مكانٍ أعرفه منذ زمن!، تجذّر العتاب في داخلي حتَى أورق، وأصبح جميلاً عظيماً، أصبح مُلهماً يُنتج مقالات وكلمات لستُ أدري من أين تظهر، أحياناً أشعر بأنني نائم، لم يستقض منذ ألف عام!، أخرج من حُلمٍ لأدخل في آخر، كلّما فتَحت بوابة عيني حتّى أجد نفسي غارقاً في حُلمٍ جديد، كأنّ فيلاً عملاقاً جثم على صدري يغرس الخيبات المُثبّتة كالمسامير فوق جسمي الذابل، في أحلامي، أرفع الأحجار وأغوص في البحار، وفي كلّ مرّة أجد السؤال يبتعث ذاته ليُقابلني علانية أمام الجموع، يسخر منّي بنظرات سخيفة، سؤال وجدته منذ لحظة إدراكي وإلى الآن، .. من أنت؟.
أبحث عنّي في كلّ لحظة من لحظات أنفاسي، أنا التائه في حُلمٍ لن ينتهي، مُرعب، مؤلم، سقوط حُر في اتجاه اللانهاية، فرق الإنقاذ تبحث عن سبيل للوصول إليّ، إلا أنّني بعيد، أهبط إلى ظلامٍ مُخيف ينهش جلدي ويفتعل الكهرباء في جسمي، تتواصل معي جيوش الكبرياء والكرامة، تلعنني تشتمني، ترميني بحجارة من سجّيل، غاضبة هيَ كالأبابيل!، تخبرني عن ماضٍ تعيس، أكلني فيه الصمت والخذلان، وابتلعتني فيه الخيبة والأحزان، تصرخ في وجهي كطوفان نوح (عليه السلام)، وتخاطبي بحُبّ موسى (عليه السلام)، في كلّ مرّة تؤنّبُني، تُعذّبني، تُخبرني .. بأنّ البحث عن النور هوَ الحَل الأمثل.
كلّ العلامات ضاعت، طريق العودة وعِر، والكُل يجتر الخُبز اتجاه نارِه، يتقاتل البعض على فتات قَلبٍ مُهشّم، ويتقاتل البعض على بقايا جسدٍ مُمزّق، وجيش النمل يغزو الجدران، وأقزامٌ تحشرجوا بين مسامات الصحراء الرملية المعلّقة في الهواء!، أحلامي لم تكن في يومٍ من الأيّام مُنَظّمة، هيَ فوضوية، يظهر فيها الفيل والبغل والنمل والفراشات ونهر من لبن وكثيرٌ من الظلام، ونقاط ضوئية متباعدة بين الحين والآخر تظهر لترسم لوحة النور التي أضعتها.
غالباً، ما أنهض بعد سقوط، لكنّي في هذه المَرة، .. لستُ أدري!
بالنسبة لي.. هي كلمات مؤلمة لغير ما اعتدناه من حسين المتروك
عندما وصلتني رسالة الكترونية بأنها تدوينة جديدة ابتسمت لأن كلماتك تحمل الأمل.. الطاقة ورؤية جميلة لأنفسنا والعالم لكن ماأراه هنا مختلف
لا ألومك فكلنا نمر بلحظات جنون أو تيه لكن هناك سبيل واحد للخلاص وإن كنا نلجأ له متأخرين.. هو الله
اسأله وأفرغ كل مايثقلك في ساحته واطلب منه أن يمسح على قلبك بالرحمة وابدأ من جديد بثقة أن الله سينجيك
هي جميلة.. لكن كما قلت مؤلمة
لذا ننتظر الأجمل.. بمنظار محاك من أشعة الشمس
دمت في رعاية المولى
@7nanik شكراً، وتبقى راية الحَق نورانية ..
الحسين هو المنقذ يا عزيزي، في كل مره أتيه فيها ينقذني الحسين عليه السلام، هو حتما لن يتركك وحيدا وسينقذك، فقط توجه بقلبك له وسترى ما يسرك
@Abdullah90 لهذا سأرحل إليه ..