أفكاري, تقنيات الكتابة

سبعة التدوين

لطالما تساءلت سابقاً حول كيفية الحصول على قرّاء لحروفي وكلماتي، وغالباً ما كُنت أتساءل حول فائدة مقالاتي وتدويناتي التي أكتبها، لم أكن أصدّق أن هُناك من يقرأ حرفاً من حروفي، فالكُتّاب المعروفين كُثر ولهم مساحاتهم المعروفة في قلوب القرّاء، ولديهم أعمدة عملاقة في صُحف تُطبع بالآلاف في عالمنا العربي، كما أنّ منظومة التوزيع لكُتبهم كبيرة وعنكبوتية، لدرجة أنّها تسمح لهم بالتواصل مع كافّة الشرائح، وهذا كان هاجساً بالنسبة لي .. هل بإمكاني الوصول إلى عدد ١٠ قرّاء لمقال واحد، فلم أكن على قدرة لمعرفة مقدار تأثير مقالاتي ووصولها إلى أن شاهدت تعليقات القرّاء تتدفّق تحت كلّ مقال، وهذا ساعدني على الاستمرار. 

بالتأكيد هُناك العديد من الأمور ولكنّني فضّلت اختصارها في سبعة أمور، وهيَ الأهم من وجهة نظري القاصرة، وقد تكون هذه التجارب خاضعة للفشل مع شخص آخر، إلا أنّها قد تضع أمامك نقاط جيّدة وبعض الإيجابيات التي تُبعدك عن السلبيات التي قد تسقط فيها دون شعور.

            1- المُحتوى/ العنوان:

أهم الأمور على الإطلاق، فلا يوجد كاتب أو مُدوّن مميّز لا يمتلك (مُحتوى) مميّز، ولا يوجد مُدوّن يبحث عن التميّز لا يفقه أن المُحتوى هو أهم الأمور، فلا يُهمّني كقارئ جمالية المُدوّنة من الناحية الشكلية -على الرغم من أهميّة هذه الأمر بالنسبة للبعض- إلا أنّني كقارئ وفي زمن -ثورة المقالات والتدوينات- أصبحت أبحث عن الحروف مُجرّدة من كلّ شيء، إلا من بعض الترتيب الذي يقودني لقراءة أجمل وفهم أعمق لكلمات الكاتب.

والعنوان هوَ الجاذب الأقوى للقرّاء في بداية الأمر إن لم تكن تمتلك ككتاب قرّاء يحبّون ما تكتب، فالعنوان هوَ العلامة الفارقة التي تحاول فيها كسب قرّاء جُدد، لهذا أنصح بانتقاء مفردات مميّزة في العنوان، وبسيطة ومُختصرة، تجذب إليك القرّاء.

              2- التخصص/ التنوّع:

قد تكون من الأشخاص الذين يحبّون التخصص، وهُناك العديد من المدونات التي تحتوي على مقالات مُتخصّصة جميلة جداً، وأصبحت هذه المدونات المكان المفضّل لمقالات يمتلكونها هُم فقط، فعلى سبيل المثال لا الحصر، المدونات التقنية المختصّة بأخبار التقنية والحواسيب الجديدة وأظنّكم لن تبحثوا في مدونتي عن مثل هذه الأخبار لأنّها غالباً تتجمّع في مكانٍ مُحدد، وهذا ما يعطي المدونة قيمة.

المدونات المتنوعة أو الاجتماعية على وجه الخصوص، هيَ مدونات تطرح المواضيع بطريقة مُختلفة في كلّ مرّة، وفي كلّ مرة تكون هناك ردود أفعال مُختلفة، ولا يمكن معرفة عدد زوّار المقالات نظراً لاختلاف اهتمام القرّاء، ولكنّ جمهورها غالباً وفيّ إذا ما أحبَ المُحتوى.

هُنا عليك الاختيار، إما أن تكون مُتخصصاً أو تختار التنوّع والتدوين بشكل تُحبّه أنت.

              3- الاخلاص:

يمكنك أن تكتب ما تشاء، ويمكنك أن تنتقد من تشاء، لكن انتبه فأنت ستقف غداً أمام جبّار السماوات، ومالك المُلك، لذا اكتب باخلاص، وضع رضا الباري أمامك وانطلق، ليَكُن الاخلاص دليلك وطريقك المميّز، لا تتخِذ التلّون والدخول في أمور ليست تعنيك بغرض الاستعراض أمام العامّة، أنت بالدرجة الأولى تكتب لأنّك شغوف بأمر ما، لهذا كُن مُنصفاً باختياراتك لألفاظك.

            4- تفاعُل القرّاء:

لعلَ أحد أهم أساليب الاستمرار في الكتابة، هوَ تفاعل الكُتّاب معك!، نعم، بالدرجة الأولى يجب عليك ابتكار الحلول للحصول على تعليقات من القرّاء فعلى سبيل المثال أخبرهم بأنّ الردود لا تُكلّف ١٠$ بل هيَ مجانيّة جداً، وقد لا تتحصّل على الردود، ولكن عليك المحاولة والمحاولة لاستفزاز أقلامهم للحصول على هذه الردود فهيَ طريقة من طُرق استمرارك.

             5- تفاعُلك أنت مع المُعلّقين:

لم أكن أتصوّر أن أفرد لها نقطة خاصّة، لولا أهميتها، فعدم تفاعلك مع قرّاء مُدونتك أمر سيء جداً، قد يقودك للهزيمة أمام بحر المُدوّنات التي تظهر في الدقيقة الواحدة!، فالاهتمام بالقرّاء انتهى زمنه، نحن الآن في زمن رعاية القرّاء على نمط (رعاية العُملاء)، وهذا أمر يُعطي كاتب التدوينة أو المقالة زخماً اعلامياً فيتم تناقل مقالاته عبر الألسن هُنا وهُناك، وفي مواقع التواصل الاجتماعي.

             6- السلاسل:

لعل أحد أهم الطُرق الجميلة، لتحفيزك على الكتابة، هيَ السلاسل، جرّب ضع موضوع يتحمّل مجموعة من المقالات في ذات المحتوى، وقد تُشاهد تفاعلاً عجيباً مع السلسلة، الناس تُحب الانتظار في بعض الأحيان، والسلسلة تجعلني شخصياً أنتظر وصول الحلقة القادمة من الكلمات، لهذا أعتبرها سلاحاً فتّاكاً في قضيّة التدوين.

             7- الاستمرارية:

هيَ السلاح الفتّاك لاكتساب جمهور مميّز، لمعرفة جمهورك المُخلص، استمر أكتب بلا توقّف، حتّى وإن توقّفت لفترة عُد بعدها إلى الكتابة، هيَ تُهديك حياة مُختلفة، الكِتابة تُغيّرك صدّقني، أقل الأمور هيَ سلاسة القلم، استخدموا التدوين لتصبحوا مميّزين في الكتابة، الصوت، الفيديو، لا يُهم لكنّها ساحة مفتوحة لكم، لا أعذار حول عدم النَشر في الصُحف الكُبرى، قد تتحصّل على عدد قرّاء يفوق ضياع مقالتك الصغيرة في صحيفة عملاقة.

الاستمرارية هيَ السبب في تحويل (سقوطك) إلى (نجاح)، ويمكنك ابتكار الأعذار لنفسك للاستمرار وتحقيق أرشيف مميّز، وغيرها من الأسباب التي يمكنك ابتكارها للحصول على استمرارية.

 ××

 هيَ سبعة أمور، أراها مُهمّة لكل شخص يُحب التدوين، ولديه الشغف بالدخول في هذا العالم بشكل مميّز.

ومن هذه التدوينة أدعوكم لمراسلتي عبر (راسلني) بعناوين مقالاتكم المميّزة، والمقالات المميّزة التي تقرؤونها بشكل عام، لأضمنّها لكم في (الخُلاصة) وهيَ خدمتي البريدية التي انطلقت الأسبوع الماضي، وحققت أرقاماً رائعة من الزيارات والضغط على الوصلات، لا تخجلوا من الرّد هُنا والتعليق.

[box title=”your title” type=”success” width=”600px” ]هل لديك نُقطة مُختلفة؟ أو ترى أنّ أحد هذه النقاط فاشل، أخبرنا، لنستفيد جميعاً.[/box]

نُشرت بواسطة حسين مكي المتروك

‏6 رأي حول “سبعة التدوين”

  1. اقصوصه يقول:

    مقاله مفيده للراغبين في زيادة عدد القراء

    وتنمية مستوى الطرح الفكري اول دخول لي لمدومنك

    سعدت كثيرا بالتعرف عليها

    تقبل مروري 🙂

    1. Hussain Almatrouk يقول:

      أهلاً وسهلاً بكم .. 🙂
      شُكراً على الحضور ..

  2. Dantil يقول:

    لُغتكَ شيّقة ومقالك مُفيد جداً
    أتابع مدونتك ويعجبني ما تكتبه

    محبتي حسين
    أنت شخص جميل

    1. Hussain Almatrouk يقول:

      أهلاً وسهلاً دانتيل ..
      موفقين، وتمتلكون مدونة جميلة.

  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد اطلاعي على المدونة المثمرة هذه وترتيبها وبما تزخر من مواضيع رائعة وخاصة هذا الموضوع و تسلسل الافكار ابعث لك اعجابي بموضوعك .. ثانيا بالنسبة لي أعتمد على جذب المتابعين عن طريق وضع عنوان جريء جدا أو عنوان غريب خاصة اذا كنت اريد أن تصل رسالة قوية للقراء … اشكرك مرة أخرى وافتخر بمتابعة مدونتك اخي العزيز تقبل كل الاحترام والتقدير مني وفقك الله

    1. Hussain Almatrouk يقول:

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
      شكراً على الزيارة،

      العنوان الجريء مُهم جداً، وأظنّه أحد أقوى وسائل الجذب، وعبر التمرين بإمكاننا الوصول إلى (عناوين جريئة هادفه).

      أتمنّى، تزويدنا بمدوّنتكم للمُتابعة 🙂

ضع تعقيباً ..