أعمالي, ذكرياتي

رؤى – قريباً لأحمد فيصل

منذ زمن طويل وأنا أبحث عن كِتاب يتحدّث عن التجربة الشبابية في الكويت، ويحاول تقييمها وابتكار حلول لمشاكلها الكثيرة، ولم يكن لي ما أردت فأغلب من كتب مقالات أو كتب كتباً تحدّث عن العمل الرسالي بشكل عام جداً، ولم يخصص فيها التجربة الشبابية فقط، كما أنني مررت بتجربة كتابة مذكراتي حول هذا العمل، وأعتقد بأنني بعد تجربة صديقي (أحمد) أصبحت أكثر اصراراً لكتابة هذه المذكرات لنقلها لجيل آخر سيأتي لاحقاً.

قبل فترة ليست بالقصيرة، أتذكّر أنه طلب منّي بعض الكلمات حول العمل الشبابي، ولم أكن على يقين بأنّه سينجز كتابة الذي يتحدّث عن هذه التجربة، ولكن من حديثة معي اكتشفت أنّه قام بعمل عدّة مقابلات وقرأ العديد من الكُتب محاولاً استجماع الماضي لاستحضاره في كتابه الذي قرر كتابته لنقل تجربة غنية مرّ بها مجموعة من الشباب في الكويت، وقتها لم أكن أعرف أسلوب أحمد في الكتابة، وكان قراره بافتتاح مدوّنة خاصّة به قراراً جميلاً أعطاني شخصياً دفعة أمل كبيرة حول مشروع كتابه الذي يقوم بكتابته، واكتشفت في تلك الفترة أسلوباً جميلاً مليئاً بالنقاط الموجزة والقصص المعبرّة التي تملأ الفكرة وتعطيها قدرة على الرسوخ في العقل والقلب.

تجربتي الشخصية معه كانت غنيّة، فأحمد شخصية منظمّة جداً، يسمح ببعض التجاوزات إذا ما كانت تخدم الوضع، لكنّه يحب الانضباط ويشجّع عليه بقوّة، ويمشي وفق مُخطط ويحاول أن يطبّق ما خطّط له، واكتشفت أنّه قارئ نهم، يُحب الكُتب بطريقة جميلة -خصّص مكاناً للقراءة في منزله!، واجتمعت معه فيه ذات مرّة لتبادل الحوارات-، كما أنني قدّمت معه دورة (السوبر كادر) في فندق كوستا دل سول، وهذه الأيّام لا يمكن نسيانها أبداً، كما أنّه تمكن من قيادة (مخيّم الصادق -عليه السلام- الثاني) بشكل استثنائي فكميّة المعضلات كانت كبيرة وقدرته على تطويعها بسلالة وابتسامه كانت عظيمة.

صديقي العزيز وأخي، أحمد فيصل، في يوم الخميس الموافق ٢٢/٣/٢٠١٢ سيتواجد في معرض مواهب الثاني في أرض المعارض بمشرف، للقائكم والحوار معكم وكذلك للتوقيع على كتابه الأوّل (رؤى) الذي يقول عنه “تجربة قد خططتها على أوراق لتمثّل مرحلة من مراحل حياتي قد عشتها بين أناس قد حملوا في نفوسهم خموم العمل التطوعي فتشكلت تلك الرؤى التي تضع اصبع التشخيص على بعض الجراحات التي يعانيها أولئك الشباب أملاً في السعي نحو تكامل العمل التطوعي الرسالي .. “.

جرّبوا قراءة هذا الكتاب، فقد يكون سبباً في تغيير نظرتكم للعمل الشبابي الرسالي، وقد يكون نوعاً من النقد الذاتي لكم إن كُنتم فيه، وقد يشكّل نقطة محورة لنقاش جميل قد ندخل فيه جميعاً نحن أبناء هذا العمل الرسالي.

تذكّروه .. (رؤى .. أحم فيصل)

نُشرت بواسطة حسين مكي المتروك

ضع تعقيباً ..