قبل فترة كُنت أبحث عن رؤية (النجاح) وتذوّق هذا الذي يصفه البعض باكسير السعادة، ولم أتمكن من إيجاده وحيداً، رغم وجود بعض ما يمكن أن يسميه الآخرونَ نجاحات وأسميها (تجارب شخصية إيجابية)، واكتشفت خلال رحلة حياتي أن العمل الفردي يقودك للتطوّر السريع، ولكنّك ستبقى وحيداً بعيداً عن روح المجموعة وبركة العمل ضمن هذا الإطار الجماعي الرائع.
عندما أشاهد الإنجازات الفردية أراها تزول مع الوقت، وتتوقّف في نقطة معيّنة ونقول وقتها أنّ الشخص نجح وحقق الكثير، شُكراً له، وأشاهد انجازات أخرى متمثّلة بأداء شركات كُبرى وتجمّعات عظيمة تأسست منذ زمن طويل وعلى الرغم من رحيل رجالاتها الأوائل إلا أنّها لا تزال تُهدينا روعة وجمال ودقّة في العمل وإخلاص غريب جداً من الأعضاء والعاملين فيها الآن.
عملت في شركة زين للاتصالات قبل سنتين تقريباً، وهناك عرفت مجموعة تعمل بشغف ولديها طموح كبير ورسمت أهداف عملاقة، وكانت رغبتها الكبيرة واضحة، ودوماً كان تساؤلي عن كيفية غرس هذه الرغبة الكبيرة لدى هذه المجموعة الكبيرة من الموظفين والعاملين، هل العنصر المادي هوَ الأساس؟ أم هُناك أموراً أخرى يقوم بها بعض القائمين على هذا الكيان؟ ويوماً بعد يوم كُنت أحاول معرفة السّر الكبير لمثل هذه الشركات الكُبرى، فبدأت بمتابعة ما هيَ الأمور التي يحاول المسؤولين غرسها في شخصية كل عامل، واكتشفت الكثير منها الولاء للعلامة التجارية لجودتها ولكنّني لم أصل للشيء الذي أبحث عنه في هذه النجاحات فإلى هذه اللحظة لم أجد دوافع بعيدة عن الأموال!، وبعدها انطلقت للعمل في القطاع الحكومي، وكان من حظّي أن أمتلك مديراً مباشراً مبدعاً في التعامل مع الموظفين، وامتلاكه قُدرة التوفيق بين كلّ العاملين أمراً أراه صعباً في ظل تسرّب الطاقات الحقيقية من هذا القطاع، وتعلّمت أنّ هذه هيَ (الخبرة) التي يُحكى عنها في طلبات التوظيف، لكنّها مُجرّدة هُنا وبلا شهادات رسمية، وهُنا عرفت أنّ الجانب الإنساني هوَ ما يجعل من الإنسان شخصية ناجحة، واشراك الجميع في عوامل النجاح هوَ سبب كبير في التوافق في العمل.
لا يمكنك كإنسان طبيعي أن تُحقق النجاح (وحيداً) بل عليك البحث عن مساعدة من الأهل أو الأصدقاء أو المعارف أو بعض المحترفين في مجالك، كما أنّه يجب عليك المحافظة على صحّتك، فلا يمكن لشخص عليل إنجاز شيء في عصرنا الحالي، وثقتك بنفسك يجب أن تكون مميّزة فلا يمكن للبشر أن يثقوا بك إن لم تكن أنت واثقاً من نفسك، ولعل أهم نقطة في تحقيق شيء هي (أكتب أهدافك) لتلتزم -بدأت بكتابة أهدافي عبر الهاتف! من جديد- وقسّم المشاريع الكُبرى إلى قطع صغيرة لتتمكن من انجازها، ولا تحاول أن تمزّق نفسك، فأنت في نهاية الأمر إنسان يحمل طاقة عُظمى (يجب عليك معرفة الاستفادة منها).
××
أنت (سرٌّ) كبير، حاول فهمه.
في ظل هدف كبير يمكنني أن أقول أنه أول هدف حقيقي مسّت هذه الكلمات كياني
شكرا لك هذا النبض والعطاء