بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي الزهراء محمّد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.
عالم التصميم هوَ عالم مليء بالآراء والأذواق المُختلفة والفلسفات المُتنوعة في إيصال الفكرة إلى المُتلقي، ويمكن للبعض نقد تصاميم أكبر المُصممين أو حتّى الرسامين، والبعض لا يمكنه نقد ما هوَ صريح البشاعة بسبب غاية في نفسه!، وهناك الكثير من الأمور الغريبة في هذا الموضوع، فبعد الدخول في المعترك في عام 2000م اكتشفت أنّه عالم لا يمكنك فيه إرضاء جميع الأذواق، ولن تتمكّن من صناعة شيء يُجمِع عليه المُشاهدين، ولكن عليّ إرضاء ذوقي الشخصي، واكتشاف تقنيات جديدة لإضافة رتوش جميلة للتصاميم التي أقوم بعملها.
[ العمل الأوّل ]
في هذا المُحرّم كانت لي أعمال بسيطة، أوّلها غلاف الرادود الحاج باسم الكربلائي في عمله الجميل (رأيت الحُسين) والذي كان من إعداد صديقي حسين ملكي وإنتاج أنوار الهدى، للأسف هذا العمل تمّت طباعته بشكل خاطئ، فالغلاف طبع بشكل آخر غير الذي صممته شخصياً وللأسف اتهمني البعض بأنني صممت الغلاف بشكل خاطئ وهذا ظُلم، فلدي خبرة في الأغلفة وكيفية تصميمها جيّدة تُسعفني ولا تُسعف من لا يعرف قراءة الملفات تماماً، والتصميم لاقى العديد من ردود الأفعال فهناك من تمكن من بعض النكات والبعض الآخر انتقد بشراسة في المنتديات وهناك من ربط التصميم بتصميم آخر لأحد البشر الذين لا أعرفهم!، وعبر مدونتي أحببت أن أبين بعض الأمور، أنا لم أنسخ أو أطبّق ذات الصورة التي وُضِعَت بجانب تصميمي، والحمدلله التصميم أعجب الكثير من المُشاهدين، والفكرة كانت مزج المطر وطهره بالمشاهدة القلبية والابتعاد عن الدنيا عبر إغلاق العينين، وفعلاً ساندني في توصيل الفكرة (الأستاذ بهاء القزويني) الذي تعرّفت عليه مع الصديق المصوّر المبدع يوسف المهنا ومع هذين المبدعين تمكّنا من إخراج العمل كما ترونه، فهُم من تمكّنا من إعداد البيئة المناسبة للتصوير الذي قام به (بهاء)، مع العلم بأنّ المخطوطة هي للخطاط الصديق المبدع حسين مقيم.
للعلم فقط، بعض الذين انتقدوا هذا العمل لا لأجل قيمته الفنيّة وإنما لأنّهم اعتادوا على رؤية تصاميم مُباشرة لتوصيل الفكرة، بإبداع تصميماتي أي عمل فيه العديد من تقنيات التصميم الجميلة المُبهرة للبصر، كما صنعت في العديد من تصاميمي، ولكنّي في هذا العمل أردت ابتكار طريقة جديدة في هذه الأعمال الحُسينية الجميلة، ففي السابق كنّا نقوم باستخدام الكثير من الرسومات، وقام البعض بعمل رسومات خاصّة به ليكون تصميمه جميل، وبعدها تطوّر الوضع ليكون المحور في الغلاف هو الرادود وكيفية إظهاره بشكل حزين أو معبّر أو بفكرة جديدة تقوم بلفت الانتباه، للوصول للهدف وهوَ أن يُمسك الإنسان بالعمل ويحاول الاستماع إليه، فالأعمال في الوسط الشيعي حالياً كثيرة جداً، ومنها المبدع ومنها البسيط، وأسأل من الله أن يتقبّل كافّة الأعمال.
[ العمل الثاني ]
تصميم إعلان مخيّم الصادق عليه السلام، التابع لـ مؤسسة شباب الرسول الأعظم (ص) وهذا الإعلان أخذ بعض الوقت فالفكرة لم تكن مُتبلورة كثيراً، فالهدف هوَ أن يكون هناك مُشتركين في هذا المخيّم، والطريقة هيَ: استخدام الشباب المبدعين المتواجدين في مؤسسة شباب الرسول الأعظم (ص)، وفعلاً النتائج كانت مُرضية.
هذا العمل كانت فيه ورشة تصوير مُسبقة أخذت الكثير من الوقت لتصوير العديد من الشباب وأغلب الكوادر وبعض الأصدقاء، وتصوير بعض اللقطات الجميلة والمُصوّر الذي قام بتصوير كافّة الشباب واللقطات هوَ يوسف المهنا إلا أنني أنا من صوّره هوَ، وكانت صورته لا بأس بها، والتصميم لم يأخذ الكثير من الوقت إلا أنّ زوجتي العزيزة تعبت وهيَ تُشاهدني خلف شاشة الكمبيوتر أصمم، والحمدلله انتهى التصميم في الوقت المناسب، بعد أن أرسل لي منسّق القائمة الحرّة سيّد محمّد الموسوي شعار القائمة عبر البريد الإلكتروني، وتمّت الطباعة، وبعدها ظهرت الظروف للقائمة وللأسف لن يتواجدوا معنا هذا العام.
التصميم لم يكن إعلاناً صريحاً أيضاً لمخيّم، فهوَ المخيّم الأوّل للمؤسسة ولا يوجد أرشيف فعلي، فكان من الواجب علينا كمفكرين للإعلان (أنا ويوسف وحسين ملكي) التفكير لإظهار هذا الإعلان بشكل جاذب، وكانت نقاط القوّة لدينا كثيرة ولكنَّ أهمها: الطاقم المُبدع، نعم هُم فريق العمل المُتعاون والمُتكاتف.
وتمّت طباعة الإعلان ولله الحمد نال هذا الإعلان إعجاب الكثيرين بفكرة إظهار الطاقات وصور الشباب الذين سيتواجدون في هذا المخيّم.
[ العمل الثالث ]
أعود لأجواء الأعمال الصوتية الحُسينية، ومُجدداً مع الرادود الحاج باسم الكربلائي، حقاً أفتخر كثيراً عندما أعمل مع مثل هذا الصوت، فهو بالنسبة لي مُلهمي في الكثير من الأعمال، وهوَ إنسان مُحترم جداً ومُبدع جداً في العديد من المجالات، وهذا ما يجعل عملي معه في مختلف الأعمال أمراً أرتاح له كثيراً، وفي نظري هوَ الرقم [1] في مجاله.
تزوروني عمل تمّ تخصيصه لأربعينية الإمام الحُسين عليه السلام، وكان الطلب واضحاً هذه المرّة من المُنتج السيّد أحمد العلوي بعد كان على تواصل مع صديقي حسين ملكي وأخبره بأنّه يريد تصميماً مُميّزاً ومُختلفاً، ولم تكن لديّ فكرة واضحة لهذا التصميم، فالطلب كان منذ أيّام عشرة مُحرّم الحرام الأولى، ولكن اتصال صديقي فجأة في احدى الليالي وأنّه من واجبي تسليم العمل غداً لأنه سيكون في المطبعة وهذا الأمر أدخلني في دوّامة مع الأفكار.
كانت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، وزوجتي تؤازرني لإتمام هذا العمل، والفكرة تزوروني، والصور غير متوفرة بشكل كامل، فكان أن فتحت أرشيف الصور وبدأت بالتلاعب ببعض الصور لأصل لشيء يأخذ عقلي، فما إن وصلت للتصميم الذي وصلت إليه إلا وقلت، (هذا هوَ التصميم) فالمخطوطة كما أشار أحد الأصدقاء في (الفيسبوك) أنّ انكساراتها كانكسارات الرايات مع المشّاية في الأربعينية، والكثير استشكلوا على وجود ذقن الحاج باسم الكربلائي، الفكرة هي نبض الصوت الذي يقدّمه لنا هذا المبدع لكي نزور إمامُنا العظيم (عليه السلام)، وفي بعض الأغلفة يضعون صورة الرادود وهوَ يصرخ أو يقوم بحركة ما بوجهه، إلا أنني فضلت الصمت للتعبير، فلا صراخ ينفع ولا شيء فصوت الصمت أبلغ هُنا.
××
الآن أترككم، مع الأعمال …
سلام . .
كنتُ أنتظِرُ هذهِ المدونَة بِفارغ الصبر، فالكثِيرُ الكثِير كان يتحدَث عن التصاميم خصوصاً
تصميم إصدار ( تزوروني )، على أنهُ وضع في أكثر المُنتديَات بشكل مقتطع وأنهُ على الـ CD
بحجمه الكامل.
أحسنت، تصاميمٌ رائعة وجداً، وفقكَ الله لخدمة مُحمد وآلِ مُحمد.
وعليكم السلام،
بالنسبة للـ مُقتطع .. فهوَ غلاف الـ كاسيت 🙂
والكثير الذين يتحدثون أحب آرائهم، وأفكارهم .. فهي تقويني وتزيد من إصراري على تقديم شيء مختلف ..
وأسأل من الله أن يوفقنا جميعاً ..
لن أقول الا .. التصاميم .. جدا جميله .. 🙂
والأجمل هوَ حضوركم ..
السلام عليكم
تصاميم رائعة ومميزة حقاً
للأسف كما تفضلتم بعض الناس همها الانتقاد .. بشكل خاطئ
وكأنه هو الذي عنده الافكار
ننتظر اعمالكم القادمة وموفقين
وعليكم السلام،
أخي الموالي ..
أعتقد بأنّ الكثير ينتقدون لأنّهم يخافون على الأعمال الحسينية من الضياع،
ولكنّي أؤمن بأنّ للبيت ربٌّ يحميه ..
ولديهم الكثير من الأفكار صدّقني .. 🙂
وأنا بانتظار حضورك الدائم ..
كل ماأستطيع ان اقول لك …. اهنيــك على هذه الذائقة الفنية المفقــودة لدى كثير من المصممين
التصاميم ماهي الا تذوق فني يعبر فيها المصمم بصمت ليصف فيها
مشاعره وتعبيراته الوجدانيه على أتم وجه ممكن .
أحسنتم صنعاً اذ أخترتم رادوداًيجتمع حوله الكل صغيراً و كبيراُ
هو “من تشتاق أذننا لسماع ماجرى على ريحانة رسول الله”
لتصمم له غلافاً.
تصاميم منمقه جميله و دمتم سائرين على نهج محمد وآله محمد ……….. .