أعمالي, ذكرياتي

مخيّم الصادق (ع) الأوّل

قبل قرابة العام، كانت الشرارة التي أشعلت نيراناً على قمّة الجبل، لتُعلن حالة الولادة لعمل شبابي جديد على الساحة الشبابية في دولة الكويت، وفي لحظات المخاض كانت هناك العديد من الحالات المُستعصية التي صاحبت عملية الولادة لهذه المؤسسة، ولم يكن هناك معين في تلك اللحظات سوى رحمة الرّب الجليل، فالضربات القاسية كانت تأتي من كل زاوية وكل مكان، فتارة من ذلك الجبل يُلقي بصخوره على أرضٍ لا تزال قاحلة، وتارة من تلك الغيوم تُغرق بالمطر كلّ مكان لأجل إثبات الإرث التاريخي لها لهذه الأرض!.

إلا أنّ هناك رجال عاهدوا الله، وكانت لديهم رغبة كبيرة بتحويل طاقاتهم ونزاعاتهم السلبية في بعض الأحيان إلى طاقة إيجابية يَتمكنون فيها من صنع شيء يذكره التاريخ لهم، ويحاولون عبر إمكانياتهم من تحويل جيل مبدع إلى جيل أكثر إبداعاً، في مؤسسة شباب الرسول الأعظم (ص) تعلّمت بأنّ الحب أينما تواجد فالحياة تكون موجودة، فالحالة العظيمة التي أوجدها الشباب في فترة تنصيب المخيّم الربيعي الأوّل للمؤسسة على أرض المطلاع في دولة الكويت كانت حالة مُستمَدّة من أهل البيت (عليهم السلام)، فعلى الرغم من بعض المُشاحنات إلا أنّها كانت تصب في مصلحة العمل، لم يكن هناك قوّة يُمكنها تهديم هذا الترابط الربّاني الذي يعيش عبره الشباب الذين نذروا الأرواح لخدمة أبي عبدالله الحُسين عليه السلام بكافة الأشكال.

هنا لابد لي من وقفة – فقبل الانطلاق إلى أرض المطلاع تعرّض أخي والقريب من قلبي يوسف المهنا لحادث أليم في شارع الأقصى، والحمدلله كانت الإصابات كلّها في السيّارة لا في جسمه، والحمدلله على سلامته، كم هوَ مُخلص هذا الحبيب.

أعود إلى قبل البدء في فعاليات مخيّم الصادق (ع) أكون كاذباً إن لم أكتب لكم بأنّي استحضرت كافّة المُخيّمات التي حضرتها وشاركت في فعّالياتها، وحاولت تقديم يد المساعدة فيها، بطبيعة حال العاملين في هذا المجال، فالكل يسعى للخدمة، وأكون كاذباً إن لم أقل لكم بأنّي اشتقت لأصدقائي وأحبابي وخصوصاً من كُنت معهم خلال الخمس سنوات الأخيرة، ولكنّ للظروف طاقة أحياناً يجب أن نجاريها، ونصنع من هذه الطاقة قوّة مفيدة للمجتمعات، قبل البدء كانت دمعة أريق ماؤها في ساحات الرمال، لتشهد على شيء كان في قلبي، وبقيادة الإمام الحُسين عليه السلام كان برنامج الافتتاح يسير بطريقة أحبّ أن أسميها “بركات أهل البيت (عليهم السلام)” فقبل البرنامج بيوم واحد فقط بدأت التجارب المسرحية والمحاولات لإقامة افتتاح مميّز، فهذا المخيّم هوَ البرنامج الكبير الأوّل لمؤسسة شباب الرسول الأعظم (ص)، وكُنّا جميعاً ككوادر نستشعر الرغبة بأن يكون هوَ الأكثر نجاحاً بين برامجنا جميعها، لأنّه كما يقول والدي “الوتد الكبير” الذي بإمكاننا تشكيل البداية الحقيقية فيه، فمن كان متواجداً التمس هذه الرغبة والشعور بالتقصير من قبل الكوادر على الرغم من كامل عطائهم إلا أنّهم أحسّوا بغربة زينب (عليها السلام) وأنصتوا لصوت كسر ضلع الزهراء (عليها السلام).

بدأ الإبداع والجنون والرحلة الكُبرى، وبحضور سماحة السيّد هادي المدرسي وسماحة السيّد أحمد الشيرازي وسماحة السيّد مصطفى المدرسي ومجموعة من المؤمنين، وبأداء مسرحي من المُبدع عبدالعزيز مندني -بوزهراء- كان الافتتاح لوحة مُشجية، وبقصيدة للشاعر الميرزا عادل أشكناني وأداء للرادود السيّد محمد الكاظمي، وهندسة صوتية من حُسام يسري.

أمّا البرامج اليومية فكانت مُتنوعة تختلف ما بين البرامج الدينية والبرامج الروحية والثقافية والرياضية، في محاولة لصنع يوم مُتكامل، لشاب يعيش في عام 2011م، وهذا الأمر ترك انطباعاً جميلاً بين المُشتركين، فعلى الرغم من لحظات الهدوء والركود إلا أنّ البرامج كانت تملأ الأجواء بالكثير من الطاقة والحيوية.

ولمن يُحب الأسرار، أضع بين يديك سرّ قد لا يخبرك به أحد، في هذا المخيّم لم أكن حسين المتروك الذي اعتادت عليه الكوادر في مختلف المخيمات التي شاركت فيها، ولا المشتركين، ففي هذا المخيّم كان جميع الكوادر أفضل من حسين المتروك، فقاموا بعمل مُبهر جداً، فالمشتركين أحبوا الشباب وتعاونوا معهم بطريقة عظيمة، نعم في هذا المخيّم تجلّت قيمة جميع الكوادر والحق يقال لا يمكنني تفضيل أحدهم على أحد، وأيضاً لأوّل مرّة في عالم المخيمات أكون متزوّجاً والحمد لله زوجتي الحبيبة كانت خير مُعين لي فعلاً هي المرأة التي بحثت عنها طوال حياتي، وهي من ساندني في أوقات الشدّة التي تعرّضت لها، وأنصح جميع الشباب بالزواج، فالزوجة خير معين لك في حياتك الكُبرى.

في هذا المخيّم لم أكن أحاول التقرّب من الشباب، بسبب ما حصل معي في الماضي القريب، فقربي من الكثيرين سبب أزمة نفسية بعد أن سقطت الكثير من الأقنعة وأصبحتُ نسياً منسياً لديهم، ولكن هناك بعض المُشتركين ممن تُجبرك ابتسامتهم الكبيرة وقلبهم الكبير على محاولة مدّ جسور الصداقة فيما بينكم وبينهم، فعلاً هناك من أجبرني وهوَ صاحب موهبة وقلم ناقد وأدبي جميل جداً، ولديه مستقبل مبهر إذا ما استمر، وفعلاً أفتخر بأنّه كان أحد المُشتركين في مخيّم الصادق (ع) ومحاولاته لصنع أجواء جميلة في هذا المخيّم.

××

أخيراً أقول لكم جميعاً شكراً على هذه الحماسة وهذا الأداء الجميل، كادراً مُشتركين.

وهديتي لكم ( هنا بدأت كربلاء )

[ قصيدة المخيّم ]
للرادود / السيّد محمد الكاظمي
الشاعر / عادل أشكناني
الهندسة الصوتية / حسام يسري
للإشراف العام / حسين ملكي

××

وفي هذا المخيّم أيضاً تقرّبت أكثر وأكثر وأكثر من شاب فعلاً مميّز وقريب أيضاً من قلبي، ولديه شخصية مميّزة جداً، أصدقني الصداقة والأخوّة، وتجاوز معي كلّ العوائق، وأصبح شمساً في حياتي، شكراً لكَ وعلى حضورك البهي في حياتي سابقاً وحالياً ومُستقبلاً، فقط دعني أخبرك بكلمة قد يحسدنا عليها الحسّاد .. أحبّك.

نُشرت بواسطة حسين مكي المتروك

ضع تعقيباً ..