خواطري

مسرح

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي الزهراء محمّد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين

ما إن تبتَلّ روحي دمعاً ساخناً، ما إن تَعلق أمطار الوجع في قمّة رأسي، أصاب بشيء من الجنون، فأشاهد ذلك الخيط الواهن من خيوط الظلام يهيمِن على المسرح الذي تُقام عليه أهمُّ أحداث العُمر، وينادي من هُم على الضفّة الأخرى للعبور وغزو الخشبة التي يعتليها كبار القوم!، وأتفرّج كسائح لا يعرف أحداً، أهرب من طغيانها، وتتثاقل قدماي والهواء لا يكون كافياً، كائن يسير مُترعٌ بالجبروت والحُزن!، يجوب المساحات الفارغة ليملأ شيئاً منه فيها، يتأمل الحضور، ويستهلك جُرعات ضخمة من الأمل، يُحدّثهم عن ماضيه وحاضره، ويتساءل هل بإمكانكم أيها الجاثمون على صدر الحياة العودة إلى حياتكم الأولى؟، إلى أمسكم وأنفسكم، هل بإمكانكم أن تعودوا كما كنتم، أي قبل حضوري بقليل!.

وبصري لا يبحث عن غيره، فهو يَحكُم المسرح ويُمسِك بكل النواقض ويغرسها في أرض المُمثلين، فتارة يزرع نبتة الفرح، وأخرى يغرس وردة الحُزن!، وأحياناً كثيرة كُنت أراه يحاول زرع شيئاً من الأمل واليأس دفعة واحدة، لا مرفأ له، سوى بعض الطرقات الشاحبة، والسكك المهترئة، والغريب بأن الفزع لا يدبّ هؤلاء جميعاً، بل إنّهم يرتشفون شيئاً من رحيق هذا الخيط المُظلم، قد يكون هوَ أصدق ما في حياتهم، كفصل الخريف يقتطف كلّ شيء ليهدينا ربيعاً جميلاً.

مع أوّل مخاض للذاكرة، أجدني في شارع من شوارع عقلي المليئة بالحُزن السرمدي!، أثق بأنّ الحزن الذي أراه ها هنا لا تعرفه القصور، فكل شيءٍ هنا يمنحني قسطاً من البكاء!، ففي شوارعي أجد كلّ الماضي يتجمهر ليعلن حالة العصيان ويغزو سفينة النوم، كل شيءٍ فيّ يستسلم لنوبات البكاء العديدة التي أصرع فيها في كل مرّة.

[ أيقنت في لحظة من اللحظات الكثيرة بأنّ الظلام هوَ سيّد الموقف، إلى أن يُطل الصبح ليعلن الانتصار، ويعاود الظلام هوايته في بتر خيوط النور وعزف الألحان الملية به عبر قيثارة حُزن ]

كل ليلٌ وأنتم أقرب إلى الله جلّ جلاله.

نُشرت بواسطة حسين مكي المتروك

رأيان حول “مسرح”

  1. zaman يقول:

    راق لي سيدُ الموقف،

    [ أيقنت في لحظة من اللحظات الكثيرة بأنّ الظلام هوَ سيّد الموقف، إلى أن يُطل الصبح ليعلن الانتصار، ويعاود الظلام هوايته في بتر خيوط النور وعزف الألحان الملية به عبر قيثارة حُزن ]

    ولابدَ لهُ أن ينجلِي يوماً، سيعودُ الصبَاحُ نعم . . لكن الظلام لا يبقَى !

    1. Hussain Almatrouk يقول:

      لا بد لليل أن ينجلي ..
      شكراً على الحضور ..

ضع تعقيباً ..