بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي الزهراء محمّد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.
سألني أحدهم: “تتوّقع إلى متى يكون الحال هكذا؟”
أجبته: “إلى أن نتمكّن من تحويل النزاع السلبي إلى نزاع إيجابي وتغيير النزاع وتحويله إلى إبداع“.
إن الاختلاف في المواهب والقدرات أمر طبيعي ناتج عن التنوع الإنساني، ومعرفة القوّة الكامنة في كل طرف تكون مصدر قوّة لتحويل النزاعات إلى إبداعات، والقائد الذي يتمكّن من إيجاد هذه الأرضية المُشتركة المُتمثلة في القوّة هوَ قائد رائع جداً، ويُصبح (قائداً لثنائيات) فتجد لديه قدرة كبيرة ورائعة في مجال (القناعة، والإنجاز).
[ قصّة ]
هناك في عام 1998 عامُ كأس العالم كنت في المرحلة المتوسطة وفي عامي الأخير في تلك المرحلة، كنت أمتلك صديقاً رائعاً وأتمنّى لقاءه في أيّامنا هذه لعلّه يتذكر شيئاً مما كان، اسمه “علي” وكان هوَ صاحب التنفيذ في أغلب الأحيان فلا يخاف شيئاً وكنت أنا مُجرّد مُفكّر صاحب الخطط حتّى على أرض الميدان في الملعب وكان هذا أمر مميّز فقد كُنت جيّداً في قضية التخطيط وكان هوَ مميّزاً في قضيّة التنفيذ، فقد كان لاعباً ممتازاً، وكان شخصاً قويّ البنية.
وفي ذلك العام دخلنا في معركة كروية بسيطة، وكنّا مُتجهين إلى مكان المعركة ولكن قبل وصولنا كُنتُ كثير القلق حيال أحجام الشباب وأعمارهم وقدراتهم!، أمّا هوَ فقد كان مُتجها للعب فقط! وكثرة كلامي في السيّارة أضافت له أبعاداً أخرى وأضافت لي شجاعة مُضاعفة استناداً على قوّته، وهذا ما حصل عندما وصلنا للملعب فهوَ استلم زمام الأمور الخشنة وأنا استلمت زمام تدبير تحركات الفريق من خط المُنتَصف!.
[ أضداد ]
هذه هيَ الطاقة التي تُسمّى طاقَة الأضداد وهي طاقة غريبة جداً، فعلى سبيل المثال: “نشاهد أب يكونُ تارة مرناً مع الأطفال وتارةً أخرى صلباً، والأُم تكون عكسه تماماً!”، هذا الأمر هوَ ما يُسمى بطاقة الأضداد، فهذه الطاقة تتولّد للسيطرة على شيء ما، أو لكسب قضيّة ما، فأحياناً نجد إنساناً نشعر بأنّه إنسان يمتلك طاقة كبيرة، ويكون فعّالاً جماعياً ولديه قوّة ذاتية تمكنه أيضاً من الاعتماد على النفس، وأيضاً يُقال لا يكون قائداً إن لم يكن يتّبع، كل هذه الأمور هي أمور تخضع لقانون الأضداد، وقوّة التلاحم التي تنشأ.
[ في الداخل ]
“أتحسب أنّك جُرمٌ صغيرٌ وفيكَ انطوى العالم الأكبرُ”قالها الإمام علي عليه السلام وترك الألباب تدخل في حيرة لا مخرج منها، هل دخلت المطبخ يوماً؟ وشاهدت الدمج ما بين المُكونات في لحظة الطبخ؟ وهذا الدمج يولّد لدينا طعام لذيذ جداً.
إن طاقتك موجودة في داخلك، فابحث جيّداً ..
[ الأفكار ]
كذلك يقول الإمام علي عليه السلام “خيركم من جمع عقول الناس إلى عقله”، وهذه الكلمة تضيف لا تفصل، إن إضافة فكرة جديدة إلى أفكارك أو دمج أفكار يخلق كياناً جديداً وإيقاعاً متميّزاً، حقيقة إنّ أحد أعظم الطاقات إن لم تكن هي الأعظم هي طاقة الأفكار، تخيّلوا معي فكرة كريستوفر كولومبس عندما قرر الإبحار نحو حافّة الأرض!، وغيرها من الأفكار المجنونة التي كانت.
[ نحو .. ]
كلّ ما أسقط في فخ صراع أو نزاع، أحاول أن أكون بعيداً بعض الشيء عن هذه الفتنة التي سقطت فيها محاولاً تطبيق “كن في الفتنة كابن اللبون لا ضرع فيحلب ولا ظهر فيركب”، ولكنّي أجد نفسي أُسحَب إلى هذه الدّوامة بسبب أنني طرف رئيسي في مشكلة ما، وغالباً ما أحتاج إلى المفاوضات لكي نصل إلى أرضية مشتركة بإمكاننا العمل وفقها، وهذا ما أبحث عنه في مشكلتي الأخيرة، ولكنْ العائق الذي يقف كالصخرة الصمّاء التي لا ملامح فيها، هوَ وجود جُروح وصُدوع في النفوس البشرية التي أتعامل معها والتي أريد التعامل معها، وهذه المُعضلة تحتاج إلى وقت لتهدأ النفوس.
وفي هذه الفترة أتجه نحو:
1- تحويل الشرارة بهدوء إلى طاقة إيجابية.
2- أن لا أطلق الأحكام في الوقت الحالي.
3- أغيّر نمط التفكير في هذا الوقت.
4- تبنّي الأفكار الناجحة ودعمها عبر كافّة الوسائل المُتاحة لي.
فلا تهابوا التنازع بعد اليوم يا أصدقاء، فهوَ طاقة يجب الاستفادة منها، لا صرفها في النزاع، بل يجب تحويلها لتكون مورداً للإبداع المستمر.
(*) بعض ما كُتب هوَ من كتاب –النزاع الإيجابي- لداربي تشيكيتس
السلام عليكم
نرجوا ذلك ! لكن للقدر سخرية خاشعة , تتلف كل ما يسعى اليه المرء . فلا الايجابية تنفع ولا الابداع
وشكرا