بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين أبي الزهراء محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين واللعن الدائهم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين .
قبل أيّام كنت أتناقش مع بعض الشباب في مختلف القضايا وكم كنتُ فرحاً بذلك النقاش فقط كان يحمل همّاً مشتركاً و كان ذلك الهم هو إعلاء كلمة [ لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله ] وطرحت العديد من الأفكار و الكلمات المؤثرة وذكرت كلمة أطلقها إنسان إلتقيته قبل يومين تقريباً و كان يحمل همّاً لمشروع مهم جداً لنا في الوقت الحالي و قال هذه الكلمة [ سيكون المشروع لكل من يسجد على تربة في العالم ] حقّاً مصطلح رائع يوضح هم هذا الشخص في قضية التوحد حتّى وإن كان ظاهرياً ، فأحياناً كثيرة يتمكن الإنسان من التغلب على الطبع بالتطبّع المستمر . و رغم أن المشروع خاصاً بأبناء التشيع إلا إنه سيعود بالنفع على الأوطان فهو يكرّس حب الأوطان في القلوب . فكما نعرف الحديث الشريف ” حب الأوطان من الإيمان ” هو طريقة للحياة بسلام في جميع أقطار العالم . فالوطن هو المأوى والملبس والمسكن .. و النظرية الجميلة هي [ طوّر ذاتك .. تطوّر مَن حولك .. تطوّر محيطك .. تطوّر مجتمعك .. تطوّر وطنك .. تطوّر الحياة ]
[ مشاكل البيت الواحد ]
البيوت في العالم توجد بها مشاكلها الخاصة و قليل من يطلّع على أسرار هذه البيوت و القليل هؤلاء دوماً تراهم يبحثون عن حلول فعلية وواقعية لمشاكل هذه البيوت وفي كثيرٍ من الأوقات لا نشاهد شخص يقول مشاكل بيته لعدوه و المتشمّت به .[ البيت الشيعي المُقدّس ]
لأن الشيعة كيان إجتماعي مميز جداً و يتبعون الحق ولا ينظرون إلى القشور بل إلى العمق و الأصالة في الأمور التاريخية ويتبعون الحقيقة النابعة من بيت الوحي بيت محمد رسول الله صلى الله عليه و آله فتراهم دوماً في حالة غليان مستمر ضد الطغاة في مختلف الميادين ولنا بالمقاومات الإسلامية الشيعية في العالم مثالاً رائعاً على أن التشيع يقدّم خدمة للبشرية لا فقط إلى نفسه ، و ينظر إلى الكون على إنه منظومة متكاملة ويطبّق ( لكم دينكم و ليَ دين ) ومن هذا المنطلق علينا نحن الساكنين في هذا البيت المقدس أن لا ننخر في بنيان هذا البيت أمام الجميع لأجل ( إعلاء كلمة الحق ) فكلمة الحق أحياناً تكون بالصمت .
قد تكون لدينا إنتقادات معينة لأطراف في البيت الشيعي ، يجب علينا أن ننتقد بواقعية و علم لا بطريقة غوغائية يستخدمها البعض فقط ليبين للجميع بأنه شخص لديه ( غيره على الدين ! ) فهناك أسس يجب أن يكون النقاش عليها لا فقط كلمات تكتب على الأوراق ، كما إنّ هناك مجموعة منذ قديم الأزل تحب أن تخالف لتبرز على حساب ( الغيورين ) فلماذا يا غيورين تدعمون هؤلاء من حيث لا تشعرون .
إن كانت هناك أفكار سيئة لشخص من البيت الشيعي علينا تعديل هذا الفكر السيء بطرق علمية لا بطريقة الحرب العشوائية والشتم والقذف ! ، فالطرق العلمية التي تبيّن للعالم أن الشيعة لديهم عقليات متميزة جداً تعرف كيف تناقش لا فقط تطرح نقاط سلبية بل و تضع حلولاً واقعية تحاكي الحاضر .
[ البيت الكبير ]
البيت الكبير جداً هو بيت الإنسانية الذي نعيش فيه مع جميع الأطياف و جميع الأطراف ، لا نقول بأننا نبحث عن التوحد مع أبناء الطائفة السنية أو حتّى المسيحين أو اليهود بل نبحث عن التعايش السلمي الذي سيقود العالم إلى التقدم السريع نحو المزيد من التطوّر لا نخدع أنفسنا ونقول توحّد مع طائفة أخرى فلا يمكن أن ندخل في وحدة فيها أطراف متناقضة بدرجة 100% وهذا الأمر لا يسمح لنا جميعاً بأن ندخل في لفظ التقريب ، بل علينا التعايش بحرية – تعرف بالحرية المسؤولة – التي تقود العالم إلى السلام و هي أن يعرف كل شخص أن حدوده تقف عند حدود أخيه الإنسان فعن الإمام علي عليه السلام ” أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ” فمعشر بني آدم هو بشر خلقوا ليعبدوا الله وإن ظلموا و عتوا ! .
[ لا أعني السكوت ]
قد يقول قائل بأنك متخاذل وتهاب الحق ، ولكن الحق أن لا تُشق وحدة الإنسانية والحق أن نقول الحق بعقلانية لا بطريقة تجعل الأطراف تنفر منك إلى مكان لا توجد فيه أنت . بل بطريقة جميلة سلسة مقنعة وإن لم يقتنع الطرف الآخر بعد كل الحجج والبراهين المطروحة عليه فأنت أيها المحامي عن الأخلاقيات قد برأت ذمتك أمام رب العباد عز و جل . و هنيئاً لك هذه الطاقة التي صرفتها في خدمة دين الله القويم .
أشد على يديك بالمسير إلى الأمام ..
أعجبني المقال بأكمله ..وأوافقك الرأي فيما ذكرت ..وأكثر ما أعجبني المقطع الأخير
_ قد يقول قائل بأنك متخاذل وتهاب الحق ، ولكن الحق أن لا تُشق وحدة الإنسانية والحق أن نقول الحق بعقلانية لا بطريقة تجعل الأطراف تنفر منك إلى مكان لا توجد فيه أنت.
رائع أن نعرف الحق بهذا التعريف ،وأن نقتنع به ..فنصبح يد واحدة ،ونتعاون على البر والتقوى ..ونساهم في إصلاح مجتمعنا
_ بل بطريقة جميلة سلسة مقنعة وإن لم يقتنع الطرف الآخر بعد كل الحجج والبراهين المطروحة عليه فأنت أيها المحامي عن الأخلاقيات قد برأت ذمتك أمام رب العباد عز و جل .
ليت الجميع يفهمون أنك لاتجبر من أمامك على فعل شئ بل توضح له الحقيقة وتقدم له الادلة وهو يختار ،فليس من مسؤولياتك إجباره على شئ..فأنت إن قمت بدورك على أكمل وجه ،تقبل الله عملك ،ورزقك على قدر نيتك ..
_ أنت تقول:
و هنيئاً لك هذه الطاقة التي صرفتها في خدمة دين الله القويم .
وأنا أقول :
هنيئا لك بخدمتك لدينك ومجتمعك.
مقالة رائعة
اعجبتني تلك الاطروحة و الافكار العقلانية
ولكن الا تظن صديقي العزيز ان مجتمع البشرية من حولك قد رسم عن مجتمعنا الشيعي نظرة اراد من خلالها ان يطمس او حتى يقلل من اهميتنا ككيان في المجتمع , و اكبر مثال عندما برز الاعلام الشيعي سمعنا بتلك المقولة (( الحذر من المد الشيعي )) , فانا في رأيي ان الحق ان نعرف انفسنا و نعرف مبادئنا حتى يكون لنا كيان راسخ و ثابت في المجمتع البشري
قد اختلف معك في فكرتك لنبذ التوحد , في رأيي اساسنا قائم على اصولنا ومبادئنا الاسلامية الحنيفة و ان اختلفنا في بعض الامور , و لكن مانريده من التوحد هو اذا اشتكى عضو من البنيان الاسلامي تداعى له بقية الاعضاء بالسهر و الحمى , واما في العبادات فلكم اسلوبكم و لنا اسلوبنا ,
قد تعتقد انني انقض نفسي في كلا الفقرتين , بل ما اريد ايصاله اننا كيان شيعي ذو غالبية و نسبة لا يستهان بها في العالم البشري , وفي نفس الوقت ننتمي للمنظومة الاسلامية .
نداء خميني :
شكراً على المشاركة ، أحياناً علينا أن نكون أيدي كثيرة نتجه نحو هدف واحد ليش من شرطها و شروطها أن نكون يداً واحدة ..
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} (103) سورة آل عمران
جميعاً ولا تفرقوا ( صيغة الجمع ) الواردة هنا تشير إلى الإتحاد لا التوحد .
دكتورنا معرفي :
لنكن واقعيين فإختلاف الشيعة مع السنة ليس وليد اللحظة ويمكننا إزالته بل هذا الإختلاف له رواسب كثيرة وكبيرة وعميقة جداً ولها أسسها وأصولها في عقيدة الطرفين على سبيل المثال ، ولا أنسى ما بين المسلمين واليهود من مشاكل مأصلة ومتجذرة في قاعد هذه الأرض التي نعيش جميعاً عليها .
بالنسبة للتشيع ، فلو حصل ما حصل لهم لمسحت هويتة الفئة التي يتم الضغط عليها بهذه القوة من قبل الدول ! ، و لكن بقى الشيعة لأنهم يمتلكون أصولاً ثابتة حقيقة لا وهمية ، فالتشيع كان ولا يزال مذهباً رسالياً يحدث الهزّات في ضمير الأمم .. المشكلة التي أدت إلى تراجعنا هي ثقافتنا التي تغيّرت شيئاً فشيئاً من غير أن نشعر بسبب تراجع [ قوة العطاء المبمذول في المقابل مع ما يحتاجه المجتمعات ] ، كل ما نحتاجه هو [ شيء عظيم يقوم به أحد معشر بني آدم ] و سنرى الفروقات التي تحصل .
××
شكراً على طلبك الكتاب من والدك – كما سمعت – ، و أعتذر عن عدم تمكني من إرساله لظروفي الخاصة في الوقت الحالي .
في الأثر : المداراة نصف العقل .
و العقل هو هويّة الإنسان بما يؤمن فيه ، فالمداراة هي نصف هوية الإنسان ، و لكن ما معناها ؟
ليس معنى المداراة التنازل ، أو التخاذل أمام الأصول الفكرية و إنما معناه اعتبار هذه الاختلافات تكاملا نحو صياغة الافكار ” المثالية ” ، اختلاف البيت الواحد رحمة لانه يختلف في الفروع التي تنطلق كلها من أرضية واحدة بعكس الاختلاف مع العامة الذين تختلف أرضيتهم عنّا .
المداراة هي الحرص على استيعاب حقيقة الخلاف الداخلي و اعتباره وجهة نظر أخرى للتعبير عن مدرسة أهل البيت عليهم السلام كما اختلف الصدوق مع المفيد و الآن نراهما أعاظم ممثلي مدرسة اهل البيت عليهم السلام .
أحسنت أستاذي العزيز .
لا يسعني الا ان اقول
احسنت اخي الكريم
بإنتظار جديدك الرائع
وفقك الله وحفظك أينما كنت.
يقول الباري عزوجل ” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ”
أعتقد نحن بحاجة إلى فهم الأية وتطبيقها في المجتمع المسلم خصوصا ً, قبل الخوض في علاقاتنا ببني البشر في العالم
والأهم من ذلك سيدي الكريم هو المجتمع الشيعي الذي ينتظر شهر محرم للخلاف بدل التوحد ولم الشمل وإبداء كلمة الولاية على التوجهات الفكرية .
وفق الله مسعاك ودربك يا أخي الكريم بحق الزهراء عليها السلام
تحيتي