أفكاري

المجاملة في حياتنا ..

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين أبي الزهراء محمد و آل بيته الطيبين الطاهرين و اللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين .
 

 

اللسان رحب الميدان له في الخير و الشر مجال واسع فمن أهمله فأرخى العنان سلك به طرق الهلكة و الخسران ، إذ لا تعب في تحريكه ولا مؤونه في إطلاقه ولا يعلم الكفر و الإيمان اللذان هما غاية الطاعة و الطغيان إلا بشهادة هذا اللسان وكل أمر يتعرض له اللسان بإثبات أو نفي بحق أو باطل ، فينبغي ضبطه تحت حكم العقل و الشرع .

 
عن الإمام السجّاد عليه السلام : قال إن لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول : كيف أصبحتم ؟ فيقولون : بخير إن تركتنا ، و يقولون : الله الله فينا ، و يناشدونه : إنما نثات و نعاقب بك . “

 
المجاملة فن من فنون الحياة عموماً و لكن و للأسف أهملته المجتمعات فأصبح أمراً مختلطاً مع الحب و الإكرام و الإسفاف بعقول و غيره من الأفعال الحميدة و الغير حميدة ، فأصبح المجاملون أشخاصاً معروفين في بعض الأوساط بأنهم ( ذوي وجهين ) و هناك أوساط رفضت هذه الكلمة جملة و تفصيلاً وقالوا بأنهم مجموعة لا تعرف إستخدام المثالية في الحياة و إنما استخدمت المثالية الصورية .

فلو شاهدنا شخصاً يحتضن شخصاً آخراً و هو في نفسه البشرية لا يحمل إلا عشراً مما قد يرسمه على وجهه و على بدنه من أمور ! ، قد نطلق على هذا الشخص إنه مُنافقٌ في مشاعره ولا يفقه طريقه تطبيق – المبادئ الأخلاقية – التي يُنشدها هوَ ..

فتتولّد لديه حالة الـ – ميتا أخلاقية – و هي مستوحاة من الـ – ميتافيزيقيا – فهذا الشخص المجامل يحاول الوصول إلى مستوى ( ما وراء الطبيعة ) فأحياناً تراه شخصية مصطنعة لا يجدي معها تبادل المشاعر ، فهو في نظر بعض الأشخاص غير أمين في نقل مشاعره عبر حواسه و لسانه فتراه يطلق اللسان في كافة المناسبات بالمدح و الثناء .

الأخلاقيات هذه عبارة عن أدبيات يحبها البعض بل و ينادي بها الكثيرون على أساس إنها قمة المثالية و لكنهم و للأسف لا يشاهدون الأشخاص الذين يُظلمون في بحر هذه المجاملات الفارغة من الإحساس الصادق ، أما إن كان هناك صدق ( فبإعتقادي ) هذه الأدبيات لا تٌسمّى مجاملة بل هي حقيقة نابعة من القلب و حكّمها العقل و أصدرها اللسان .

عقيدة الأخلاق الحميدة إتفق عليها جميع البشر منذ بدء الخليقة فأصبحوا ينشدون الكمال في علاقاتهم و الرونق في تعاملاتهم و لكن مع إختلاط البشر بأساليب يمكننا أن نطلق عليها – شريرة – زرعها الشيطان في مزارعه .. بات البشر لا يمكنهم التفريق ما بين الكلمة الصادقة النابعة من القلب إلا عندما نشاهد أفعالاً تحاكي هذه الكلمات ، فالكلمات وعاء يُملأ بالتطبيق الفعلي لا بالحروف الفارغة من المعاني المادية التي ينشدها البشر عموماً .

في نهاية الأمر : المجاملة فن يحتاج إلى تشذيب في عقول و ثقافة مجتمعاتنا ، فهناك الكثير من الأشخاص ليست لديهم ثقافة المجاملة بل و معدومة كلياً لديهم و هناك من هُم على نقيض هذه الأمر تماماً فهُم يتنفسون مجاملة ولا يمكن تصديقهم أبداً في خانة التعبير عن المشاعر و هذا أكبر خطر يقع عليهم ، و هناك من هُم فعلاً مميزين و يعرفون مَتى يجب علينا إستخدام المجاملات و الكلمات المعسولة في البيئة المناسبة لها .


———————————

أبارك لكم ذكرى عيد الغدير الأغر
– الحمدلله على سلامة جميع الحجاج و حج مقبول و ذنب مغفور إن شاء الله

* هذه المقالة مستوحاة من نقاش دار بالأمس في سيارة صديقي محمد و كان هذه النقاش مع هادي و محمد آخر . فشكراً لهم .

 

نُشرت بواسطة حسين مكي المتروك

‏8 رأي حول “المجاملة في حياتنا ..”

  1. كبرياء وردة يقول:

    أحياناً نضطر لأن نلجأ للمجاملة كي لا نجرح مشاعر الآخرين،
    ولكن هذا لا يعني أن نتخذ المجاملة سلوكاً لنا،
    فنعجز عن التفريق ما بين الحقيقة والخيال
    كما لا يجب أن تتجاوز المجاملة حدود المعقول
    كأن نمتدح لوحة شخص بطريقة مبالغة، بينما لوحته عادية أو ربما أقل من العادية،
    فهذا قد يخلق له حافز بالاستمرار، وربما تتشبع نفسه بالغرور والنرجسية
    ولكن حينما يخرج للعالم الواقعي يصطدم برفض الآخرين وانتقادهم
    اللسان سلاح وأداة، خلقه الله لحكمة ما
    يجب أن نحكماستخدامه ونحسن التحكم به
    نحن من يملك العقل المدبر الذي يسير الجسم بأكمله
    وكيما قيل: لسانك حصانك ان صنته صانك وان خنته خانك،
    تقبل مروري الأول
    والف الحمدلله على سلامتك وتقبل الله حجك وغفر ذنبك ورزقك حج السنة الياية

  2. Hussain.M يقول:

    المجاملة ( مطلوبة ) و شرعية جداً ، و لكن المجاملة المفرطة هي التي أنتقدها هُنا ..

    وإن شاء الله ليسَ المرور الأخير . .
    و الله يسلمك و منا و منكم إن شاء الله قبول صالح الأعمال .

  3. dr-maarafi يقول:

    المجاملة شي مطلوب و لكن بحدود الصدق احيانا تحتاج انك تجامل حتى لاتخسر الشخص المقابل
    في اعقادي هذا مهم كثيرا في الحياة الزوجية , فالمرأة ذات مشاعر و احاسيس رقيقة قد لاتتفهم جميع المواضيع بعقلها بل تتداولها بقلبها ( عفوا انا لا انتقص من المراة لكن في علم النفس طبعت المرأة على قلبها)

    المجاملة امر ضروري , ولكن ليس بالطريقة النفاقية المتداولة بين الناس !

  4. محمد الصياحي يقول:

    المجاملة ان كانت مع الظالم او الطاغي فهي نفاق

    و ان كانت مع المظلوم او المحتاج فهي رحمة

    و ان كانت مع الاقرباء فهي صلة رحم

    و ان كانت مع الزوجة فهي حب

    و ان كانت مع الصديق فهي اخوة

    اوجه المجاملة كثيرة .. منها ما هو خاطئ و ما هو صحيح

    المجاملة كسائر الاخلاقيات أو السلوكيات .. مباحة

    و لكن ابرازها للشخص يحدد ان كانت حسنة او سيئة

    و يعطيك العافية يا بو علي .. موضوع لطيف

  5. Anonymous يقول:

    اخبار من معجزات من الله — النهر الاصفر kistler — الله

    Miracles from Allah Allah allahu were found in respect of this stone, this stone four generations Legend has it, the Music
    Translation: Translation of Allah called for: God, this stone is a high degree of 9.9 cm, width is
    13.3cm, is the thickness of 5.5 cm; this stone font is white Arabic, Ao Tugan, at the end of the green stone is a pure Islamic color. Stone: Yellow-natural stone. Which
    Allah has once again shown the awakening of the people of the world.! Stunning! Kistler from my collection. Collection is the transfer of power, if eminent persons joy – or Islamic Museum collection – and I look at your link! http://bbs.2muslim.com/viewthread.php?tid=82067&highlight http://bbs.2muslim.com/viewthread.php?tid=81649&extra=page%3D5 China Lanzhou, Gansu http://www.china774.com/Article/read.asp?id=3335 Tel :0086-0931-13038797611
    http://735713842.qzone.qq.com
    email: maguoli520@126.com

  6. Anonymous يقول:

    http://www.china774.com/mass/Mass_forum_ShowTopic.asp?massid=5855&TopicID=5738 http://www.china774.com/mass/Mass_forum_ShowTopic.asp?massid=5855&TopicID=5735
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    في هذا الحجر ، يظهر اسم الله
    من معجزات الله الله الله التي تم العثور عليها فى هذا الصدد من الحجر ، وهذا الحجر اربعة اجيال تقول الاسطوره انه ، الموسيقى
    الترجمة التحريريه : ترجمة ودعا الله : الله ، هذا هو الحجر على درجة عالية من 9،9 سم ، والعرض هو
    13.3cm ، هو سمك 5،5 سم وهذا الخط هو الحجر الابيض والعربية و ، في نهاية الحجر الاخضر هو محض الاسلامية اللون. الحجر : اصفر – الاحجار الطبيعيه. اي
    الله قد اظهرت مرة اخرى ايقاظ شعوب العالم.! مذهله! Kistler جمع من بلادي. جمع ونقل السلطة ، اذا كانت الشخصيات البارزة الفرح — او جمع المتحف الاسلامي — وأنا اتطلع في وصلتك!http://www.china774.com/Article/read.asp?id=3335 http://bbs.2muslim.com/viewthread.php?tid=82067&highlight لانزهو الصين ، غانسو هاتف :0086 – 0931 – 13038797611
    http://735713842.qzone.qq.com
    البريد الألكتروني : maguoli520@126.com

ضع تعقيباً ..